رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلالم

 

لا يمكن أن تطالع أخباراً عن الاقتصاد العالمى دون أن تقرأ أنباء إيجابية عن الصين. تلك الدولة العظيمة التى تمثل ثانى أكبر اقتصاد عالمي. وآخر نبأ قرأته عن الصين يقول إن أنشطة الصناعة هناك حققت خلال يوليو الماضى أعلى معدل نمو لها منذ عشر سنوات. ببساطة، فقد تعافى القطاع الصناعى هناك سريعا بشكل يفوق توقعات الخبراء، ليحقق مؤشر النمو الخاص به أكبر قفزة له منذ 2011. وكتب وانغ تشى، كبير الخبراء الصينيين فى البحوث الاقتصادية أن معدلات العرض والطلب عادت إلى سابق عهدها قبل الجائحة، لكننا فى حاجة لاستعادة الطلب الخارجى بالمعدلات نفسها التى كان عليها.

وفى تصور البعض فإن تعامل الصين منذ البداية مع الجائحة أثبت بوضوح أن الدول الشمولية أكثر قدرة على التعافى فى مواجهة أى خطر طارئ، وأن الأنظمة غير الديمقراطية يُمكن أن تنجو من آثار الأوبئة بفضل مركزية القرار وصرامة تنفيذه بعيدا عن الدوائر والحلقات المؤسسية.

وهذا الكلام يقودنا لتساؤل قديم طرح مرارا حول مدى ارتباط التنمية الاقتصادية بالديمقراطية إذ يرى كثيرون أن النظم الديمقراطية تتسم ببطء اتخاذ القرار، وصعوبة إصدار قرارات إصلاحية لا يمكن أن تحظى بقبول شعبى، وأن التنمية الحقيقية تجد أرضا بكرا فى النظم الشمولية الصارمة. وحسبنا أن نقول إن الإصلاح الاقتصادى إذا كان يستلزم فى بعض الأحيان تخفيف الدعم وزيادة الأسعار، فإن اتخاذ القرار عبر القنوات الديمقراطية يبدو شبه مستحيل.

وفى الغالب فإن النموذج المطروح دوما فى هذا الصدد هو النموذج الصينى الذى حقق معدلات نمو غير مسبوقة على مدى عدة عقود فى ظل نظام شمولى قائم على حزب واحد هو الحزب الشيوعي.

لكن على الجانب الآخر، فإن أنصار النظم الديمقراطية يرون أن التنمية المتحققة فى النظم الشمولية هى تنمية مؤقتة مرتبطة بشخوص أكفاء فى دوائر صناعة القرار، وتتلاشى بغيابهم، وأن الديمقراطية الحقيقية والعمل المؤسسى رغم أنهما قد يعوقان إصدار قرارات إصلاحية فى بعض الأحيان، ويعطلان تشريعات هامة تحت لافتة الحوار المجتمعى إلا أنهما يضمنان فكرة التنمية المستدامة، التى تترسخ بغض النظر عن وجود وغياب شخوص بأعينهم.

إن هؤلاء يراهنون أن التنمية المتحققة فى الصين مجرد كذبة كبيرة، مرتبطة بالدعاية والبروباجندا المتحكمة فى كل ما يتاح من معلومات وأخبار، ومخفية لوقائع غير مرضية بالنسبة لبعض الفئات المجتمعية.

وإذا كان الواضح لنا خلال أزمة كوفيد 19 أن البلدان الأكثر شمولية كانت أسرع فى التعافى، والإفلات من الجائحة، فإننا ما زلنا لا نثق تماما فى صحة هذا الطرح، خاصة أننا نعتمد فيما نراه ونتصوره على المعلومات المعلنة. لكن ما خفى ربما كان مخالفاً لذلك.

والله أعلم.

 

[email protected]