عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

 

 

 

 

لا توجد دولة على خريطة العالم مهد للحضارة وعبق التاريخ والآثار والثقافة مثل مصر.. على أرضها ظهرت الحضارات كلها وبدأت العلوم وتنظيم الحياة من زراعة ورى ورياضيات وعلوم التحنيط والتشريح وكل ما يرتبط بالفلسفة والعقيدة والأديان بل وكل متطلبات الحياة والإنسانية.

وتضمنت آثار المصريين عدة متاحف تسجل جانباً من هذه الآثار والمقتنيات منها «متحف المركبات الملكية»، والذى يعد رقم 4 على مستوى العالم.. هذا المتحف كان محط أنظار السياح على مدى سنوات طويلة ثم ناله الإهمال بعد ثورة يوليو 1952 لأنه يضم مركبات الأسرة العلوية.. وأذكر أنه لفت نظرى سوء حالته وتلال القمامة التى أحاطت به وحجبته وتحويل جانب منه لحظائر للخراف والماعز، وقمت بتصوير هذه المهزلة وقدمتها للصحفى الكبير أستاذنا إبراهيم سعدة، والذى وصف ما حدث بأنه «مهزلة» واتصلت برئيس الحى وطلبت زيارته للمتحف وتصويره مع الإهمال المتعمد وطلب مهلة ساعتين لوجوده باجتماع هام وبعد ساعتين ذهبت للمتحف ومعى كبير المصورين الصحفيين الراحل فاروق إبراهيم، وإذا بالمكان يتغير وتمت إزالة كل القمامة والحيوانات التى استقرت فى المداخل والأماكن المحيطة بالمتحف وإزالة الماعز من داخل المتحف، وتحدث رئيس الحى مؤكداً أننا صورنا قبل النظافة اليومية للمتحف.. ومنذ ذلك اليوم وأنا أحلم بإعادة افتتاح هذا المتحف الهام، والذى يسجل لمحات أصيلة فى تاريخنا وعمارتنا وأصولنا الراقية والمتقدمة فى زمن لم تكن معظم الدول تحلم بما لدينا وما تركه لنا أجدادنا.. وعندما يسود الإهمال يشعر به السياح الأجانب وينعكس على سمعة مصر ودخلها القومى.. والطريف أن رئيس الحى المهمل والذى اهتم فقط بما يضمن التواجد الإعلامى والمنصب له شارع يحمل اسمه ونال من التكريم ما لم ينله عظماء فى الإدارة المحلية.. واللهم لا اعتراض.. ورحل بما له وما عليه.

وعشت عشرات السنوات ومنذ منتصف الثمانينيات وأنا أحلم بعودة هذا المتحف وأتابع ما بداخله من ثروة يلفها الجهل والإهمال حتى عندما قرر وزيرا للثقافة إهداء مجلس الشعب «مجلس الأمة الآن» المركبة الملكية التى يستقلها ملك مصر للبرلمان عند افتتاح الدورة البرلمانية، تابعت نقلها لمتحف البرلمان ونشرنا صورها كبارقة أمل لإنقاذ ما بداخل المتحف من ثروة مركبات حكام مصر قبل ثورة يوليو 1952.

وسوف يفتتح قريباً متحف المركبات بعد تطويره وتجميله وهو جزء من منظومة متكاملة لإحياء تاريخ مصر وثرواتها وإعادة الأشياء إلى أصولها.. إننا نشهد تحديثاً وعودة إلى جذورنا وتاريخنا بعدما أهملنا كل شىء على مدار عقود كاملة من الزمن.. تحية للرئيس السيسى ولكل من ساهم فى إعادة وجه مصر الحقيقى والحضارى، وأتمنى عودة الرحلات المدرسية لأطفال وتلاميذ وشباب مصر لكل المتاحف ليعرفوا تاريخ بلادهم ويتعرفوا على شهادة ميلاد المصريين أصل الحضارة وفجر الضمير ومن هنا نزرع الانتماء ونحمى أولادنا وأحفادنا من الضياع القادم لنا من حروب الجيل الرابع.

ما حدث للشعب اللبنانى يدمى القلوب هذا الشعب الطيب المسالم المستهدف على مر السنين تمزقه الصراعات السياسية وتعرقل تقدمه.. اللهم ارحم أهله الطيبين برحمتك يا أرحم الراحمين.