رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

عرفته قبل ربع قرن، ملاكا يمشى على الأرض، متسامحا مع جميع المخلوقات، راضيا بما قسم الله له، لا تشغله إطلاقا دنيا البشر، فهو يعرف ماذا يريد منها ولذك لم يلهث وراءها، يكفيه منها القليل، همه الحقيقى رضاء ربه، غايته سعادة الناس بكل وسيلة يمتلكها عمل فى باب "متاعب الناس" بجريدة "الوفد"، فوجد فيه ضالته المنشودة، وبذل جهدا جبارا فى إدخال السعادة على وجوه الناس.

رفيق الدرب، وعشرة العمر مصطفى أبوحلوة، الصديق والحبيب كتب المولى عز وجل  عليه الرحيل عن دنيانا الفانية وعالمنا الظالم فى خير أيام الله على الارض ليتم مسيرة الإخلاص فى العمل والرضا بالقضاء اللذين اتخذهما نبراسا فى حياته القصيرة فى عدد السنين، الطويلة جدا فى حجم العطاء وحب الناس.

لا تكاد تشعر بوجوده فهو كالطيف يأتيك لحظات معدودة ينشر خلالها البهجة والفرحة والسعادة، فإذا ما تنبهت تركك ومضى لينشرها فى مكان آخر.

طراز فريد من البشر ندر وجوده، أو قل انعدم، فى زمن المصالح والمنافع وما يتخللهما من كذب ونفاق وخداع وبيع كل شىء، والتضحية بأى شىء.

لم يتكلم بسوء على أى شخص يعرفه أو لا يعرفه، كان دائما يردد مقولة «دع الخلق للخالق»، حتى صارت قاعدة يسير عليها فى حياته، عاش مسالما متصالحا مع نفسه فصارت مطمئنة تعينه على طاعة ربه وتبعده عن كل ما يغضبه.

«راهب الوفد» اختار طواعية البقاء وحيدا فى الحجرة المخصصة لـ«متاعب الناس» يستقبل أصحاب الحاجات بابتسامة أولا يخفف بعض ما هم فيه، ثم بذل أقصى ما يستطيع لحل مشاكلهم، ومتابعة خطوات الحل، وكثيرا ما كنت أسمعه يعطى رقم تليفونه الخاص لأى صاحب مشكلة لمتابعته شخصياً، فإذا حلت المشكلة كان أسعد الناس بذلك.

علم أن «جبر الخواطر» عبادة مهجورة وصفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، وخلق عظيم، لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة، ومن أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المسلمين، عبادة جليلة أمر بها الدين وتخلق بها سيد المرسلين محمد «صلى الله عليه وسلم» بها تنال الدرجات، وترفع المقامات وتثمر التحاب والتآلف، وأيقن أنها من العبادات المهمة لما لها من ثواب كبير عند الله- عز وجل- ولكن يغفلها البعض‏،‏ رغم أن النبى «صلى الله عليه وسلم» ذكر أهميتها وأجرها الكبير‏،‏ والله- سبحانه وتعالي- قد جبر بخاطر النبى «صلى الله عليه وسلم» عندما ترك مكة وذهب للمدينة ونظر إلى مكة وهو يتركها وكان حزيناً لفراقها‏،‏ فيقول الله تعالى له‏:‏ «إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد».

حاولت معه كثيرا ترك باب «متاعب الناس» والعمل معى فى قسم الشئون الخارجية، ولكنه رفض بشدة وظل متمسكاً بخدمة الضعفاء والمكروبين حتى آخر لحظات حياته، ونذر نفسه لهذه المهمة الجليلة التى كان يرى سعادته الحقيقية فى إنجازها.

رحم الله الزميل العزيز وتجاوز عن سيئاته وأسكنه فسيح جناته وعوضنا عنه خيراً.

[email protected]