رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

سقط جواد جديد فى كتيبة «الوفد» الصحفية، رحل عن عالمنا مؤخراً الزميل مصطفى أبوحلوة، نائب رئيس التحرير، الذى كان يتسم بخلق رفيع جداً، نادراً وجوده بين الرجال، ولا أكون مبالغاً فى وصفه بأنه كان ولياً من أولياء الله الصالحين الذين طلقوا الدنيا، واهتموا فقط بالعمل، لم أعهد فيه سوى الخلق العظيم وحسن المعاملة مع الصغير والكبير، فقد كان «أبوحلوة» من الشخصيات النادرة فى حسن التعامل مع كل الزملاء، لم أره ينطق إلا بالخير دائماً، ويؤدى عمله بما يرضى الله سبحانه وتعالى، لقد كان «أبوحلوة» ابن محافظة الدقهلية نموذجاً يحتذى به فى حسن الخلق والاحترام المتزايد، لا تسمع له همساً، وترى منه أعمالاً رائعة، ولقد ظل هذا الرجل الصحفى يعمل بإخلاص شديد مع القراء من خلال زاوية باب «متاعب الناس»، وكان يلتقى بأصحاب الشكاوى بوجه بشوش، يخرج المتضرر من مكتبه وكأن مظلمته قد انتهت أو جاءها الحل من فرط حسن المعاملة.. «أبوحلوة» عاش فى صحيفة «الوفد» سنوات وسنوات، وكان محط أنظار كل الزملاء الصحفيين من فرط حسن خلقه وتعامله مع الجميع بنفس راضية. وجاءت وفاته أيضاً بشكل يدعو إلى التأمل، فقد أصيب فجأة أول من أمس بغيبوبة سكر دون سابق إنذار ليلقى وجه ربه الكريم فى صمت شديد، ويوارى جثمانه التراب دون ضجيج.. يرحم الله أبوحلوة «الولى» فى زمن قل فيه أولياء الله الصالحون، وندعو الله أن يدخله فسيح الجنات وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.

رحل «أبوحلوة» ليلحق بالأخيار من جريدة «الوفد» الذين لقوا ربهم فى هذا العام، فقد سبقه أخيار آخرون، وهم الأعزاء المطمئنون إلى رحمة الله الواسعة، فهذا الزميل أيمن عبدالحميد المدير بالتنفيذ، الذى رحل هو الآخر فى صمت، وكان يتمتع بخلق رفيع، ولا يعرف سوى أداء عمله بجدية وإخلاص.. وكذلك الزميل هشام مصطفى، المدير المالى لخزينة «الوفد»، الذى كان له طابع خاص غير موجود فى كثير من البشر، حيث البشاشة تعلو وجهه وإيمانه الشديد بأداء عمله بشكل يدعو للحيرة فى هذا الزمن الذى نحياه، فقد كان ذا خلق يندر وجوده فى البشر.

وكذلك الأخ والصديق أحمد رزق، مدير تحرير الوفد، الذى لم أر فى حياتى مواطناً كان صابراً على المحن والمرض بهذا الشكل، فقد كان أحمد رزق صبوراً جداً على مرضه بشكل يدعو إلى التأمل والتفكير بصورة تذكرنا بالأنبياء الذين تعرضوا للمحن والأمراض، ورغم كل آلامه ومتاعبه كان حريصاً على أداء عمله بشكل يدعو المرء إلى الدهشة والاستغراب.

وكذلك رحل فى هذا العام زميلنا أحمد الزيات مدير التحرير الذى أبلى بلاء حسناً فى بلاط صاحبة الجلالة، لم يعرف فى يوم من الأيام الكسل أو ينتظر توجيهاً من أحد لأداء عمله، فقد كان العمل لديه بمثابة العبادة الحقيقية، وأدى رسالته فى جريدة «الوفد» منذ التحق بها فى الثمانينيات بجد وإخلاص، وهذه سمة من السمات المهمة التى يتحلى بها الصحفيون فى جريدة وموقع «الوفد» الإلكترونى.

يرحم الله هؤلاء الزملاء الذين رحلوا عن كتيبة «الوفد» الصحفية خلال هذا العام، وندعو الله تبارك وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويدخلهم فسيح الجنات، نظير ما قدموه من أعمال فى بلاط صاحبة الجلالة، ونظير ما تمتعوا به فى حياتهم من طيب قلب وحسن سريرة، والتزام دؤوب فى العمل.. لقد رحل هؤلاء الأخيار الذين اتسمت أفعالهم وخلقهم بالرفعة الشديدة فى هذا العام الذى لا يملك المرء سوى نعته بعام الحزن فى مؤسسة «الوفد» الإعلامية.