رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

العلاقات التى تربط بين مصر وشقيقاتها من الدول العربية تاريخية وأبدية وأزلية، ولا يعكرها أى موقف فردى هنا أوهناك، وزادت هذه العلاقات عمقاً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فلا يمر يوم إلا ويجرى الرئيس اتصالاً أو يتلقى اتصالاً من شقيقه العاهل السعودى أو أمير الكويت أو رئيس دولة الإمارات أو ملك البحرين لتنسيق المواقف المشتركة فى مواجهة التحديات التى تواجه الأمة العربية، وقد وقفت مصر بكل ما تملك مع الأشقاء العرب فى معارك التحرير التى خاضوها وانتصرت لقضاياهم وما زالت تتبناها، ونعتبر أن الأمن القومى المصرى هو امتداد للأمن القومى العربى، ما يفرح العرب يفرح مصر، وما يحزنهم يحزنها، وتتعامل مصر مع الشعوب العربية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، مصر رسمياً وشعبياً تنحاز انحيازاً تاماً إلى أمتها العربية، وتقدر كل الشعوب العربية بما فيها الشعب القطرى رغم المؤامرات التى يدبرها ضدنا أميره الأهطل بتمويله الإرهاب الذى تواجهه مصر، كما تقدر مصر الشعب التركى رغم السفالة التى يمارسها سلطان الندامة الذى تحول إلى بلطجى يحاول الاستيلاء على ثروات ليبيا، وأظهرت له مصر العين الحمرا، ووضعت له خطوطاً حمراء لا يقدر على تجاوزها، وتضع مصر فى اعتبارها حماية الأشقاء الليبيين والحفاظ على وحدتهم وثرواتهم وحل قضيتهم بالطريق السياسى.

المقدمة السابقة لا يبدو فيها أى جديد لأنها تستعرض موقف مصر الذى لا يتغير، لأنه قدرها أن تأخذ على عاتقها حماية أمتها العربية، وكذلك انحيازها لقارتها الإفريقية، وقدم السيسى لإفريقيا فى سنة رئاسته الاتحاد الإفريقى ما لم تحصل عليه من مكاسب على مر السنين، لكن الجديد هو ما صدر عن سفارة دولة الكويت الشقيقة فى القاهرة من استهجان بسبب تهديدات على السوشيال ميديا بحرق علم دولة الكويت، ودعوتها مصر بردع مثل هذه الممارسات المرفوضة، ومحاسبة كل من صنع وشارك وروج لهذه الإساءات، ونحن مع استياء السفارة الكويتية الشقيقة، ولكن من المسئول عن هذا التهديد إن كان قد حدث، المسئول عن ذلك هم الأشرار من جماعة الإخوان الإرهابية الذين يحرضون كتائبهم الإلكترونية وإعلامهم الفاشل الخائن المأجور الذى يتلقى التعليمات من أجهزة استخبارات عالمية، تقف وراءها قطر وتركيا بالتمويل، للإساءة إلى العلاقات بين مصر وأشقائها استغلالاً لبعض الحوادث الفردية التى وقعت لمصريين يعملون فى الكويت. المصريون الحقيقيون لا يحرقون علم الشقيقة الكويت رغم استيائهم مما يحدث من اعتداءات تقع على بعض الشباب المصرى هناك، ولكنهم يطالبون بتطبيق القانون على كل من يمد يده بالاعتداء على شقيقه المصرى، لينال جزاءه، وأن تصدر بيانات رسمية تدين هذه التصرفات، ونسمعها أيضاً من السفارة الكويتية. إن العلم الكويتى يرفرف على السفارة الكويتية فى القاهرة، ويقابله العلم المصرى فى الكويت، ولا يمكن أن يسمح عاقل بأن يداس على الأرض أو تحرقه النار بأيدٍ مصرية أو كويتية، فالذى بين البلدين والقيادتين هو تاريخ من التعاون والنضال والعلاقات الاستراتيجية والأخوية التى لا يمكن أن تستطيع جماعة مارقة مأجورة هنا أو هناك أن تعبث بها، وعلى الجانب الآخر إننا فى مصر نطالب بموقف حازم ضد الإهانات التى يتعرض لها بعض المصريين فى الدولة الشقيقة الكويت، ووقف سيل السباب الذى تقوم به بعض العناصر الكويتية، وأعتقد أن هؤلاء ينتمون إلى الأشرار أيضاً، فيجب ألا نعطى الفرصة للجماعة المأجورة لاستغلال هذه الظروف الاستثنائية للإساءة إلى البلدين، إن الشعب المصرى محب لأشقائه العرب، وفى نفس الوقت لا يقبل الإهانة لأبنائه ويعتبر ما يحدث عملاً فردياً، لكن لابد من أن تقابله محاسبة واتخاذ إجراءات تكون كفيلة بتضميد جراح مواطن أهين فى بلده الثانى، إن شعب مصر المضياف الكريم، يحتضن أشقاءه ويعيشون فى أمان وسط أهلهم وناسهم، وشعب متسامح أصيل يعطى الكثير من الفرص لتصحيح الأخطاء، وتقديم الاعتذار، والتعهد بعدم تكرار المواقف الخارجة على القانون، وتطويق أى أزمة عابرة قبل أن تستغلها القوى المتربصة التى تقف على الجانب الآخر فى البلدين، لأن هدفها بث روح الفرقة، والتحريض، وخلق روح العداء بين الأشقاء.

إن الشعب المصرى يتعامل مع أشقائه الذين يزورون القاهرة باعتبارهم فى بلدهم الثانى، ويطالب بأن تكون هذه المعاملة بالمثل فى كل الدول العربية وإلغاء الحواجز، والتخلى عن تصيد الأخطاء والكف عن المكائد، ولغط الجماعات الإرهابية، فى كل الدول العربية، فهؤلاء شياطين يتربصون بكل إيجابية، ويبحثون عن ربع فرصة لتشويه العلاقات الثنائية والأخوية، هؤلاء يجب ألا يكون لهم مكان فى العالم العربى من أجل حياة مستقرة للجميع، خالية من العنف والضغائن والتربص، عاشت وحدة العرب، وعاشت مصر جامعة العرب.