رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

معلوم أن المعرفة وامتلاك الأفكار الحية الديناميكية المتطورة، وتنمية الوعى النقدى، وتفعيل وتنشيط مراكز البحث العلمى، والسعى لخوض المجهول واكتشاف أسراره، هى طريقنا الوحيد لعيش عصرنا، وامتلاك قوة وسلطة حقيقية تمكننا من تطوير بلادنا، وتأمين مؤسساتها ونظمها، وصنع حاضرها ومستقبلها.

وعليه، ما كان يمكن حدوث ذلك الموقف الشهير.. عند توقيع اتفاقية كامب دافيد بحضور الرئيس الأمريكى «كارتر»، انبرى «مناحم بيجين» رئيس الكيان الإسرائيلى آنئذ قائلًا «لقد تعبنا جدًا فى إنجاز تلك المفاوضات، ولعلها تعد امتدادًا لتعب الأجداد فى بناء الأهرامات» وكأنه يعلن للعالم كله أن الأهرامات إسرائيلية بحضور مصرى ورعاية أمريكية، واكتفى الرئيس السادات بضحكته الشهيرة للأسف، رغم الفرصة التاريخية للرد على تلك الخزعبلات، ولكنها أزمة فقدان الجاهزية الكاملة لإدارة المعرفة والاحتماء بثوابتها وفيض تفاصيلها!

وإذا كانت المعرفة قوة كما قال «فرنسيس بيكون»، فإن قوة المعرفة مفتقدة إلى حد كبير للأسف فى الشارع المصرى، وأيضًا افتقاد الثقافة القانونية والتاريخية حكاية ينبغى أن نتوقف عندها لمعالجتها والتعامل الإيجابى المداوي معها..

على سبيل المثال، كانت تصريحات الكاتب «يوسف زيدان» السلبية حول شخصية «صلاح الدين الأيوبى» والاتهامات التاريخية له، قد استدعت حالة الغضب لدى الكثيرين والرد على كل مزاعم الكاتب سواء هى فى الواقع جميعها صحيحة أم زائفة، ولكن ارتباط العامة وجدانيًا بأحداث الفيلم الشهير الذى حمل اسمه وما حفرته تلك الدراما فى نفوس المشاهد المصرى والعربى من الانبهار بالكثير من البطولات النبيلة، هو ما جعل هناك حالة ارتباك وخلافات فكرية..

وفى مثال آخر، كان رد فعل الشارع المصرى وأهل الكتابة التاريخية والدرامية وأعضاء الجمعية التاريخية على أحداث دراما « الجماعة » فى الجزء الثانى، ما بين غاضب ومؤيد، وهو ما ينبغى التوقف عنده بالدراسة العلمية والتحليل، لقد رفض البعض دراما العمل وتلك الإيماءات التى نالت من رموز عظيمة الشأن، وصار الجدل ليس فقط على تراتبية الأحداث ووقوعها من عدمه، بل وفى طريقة البناء الدرامى لشخوص العمل، بل وفى الأماكن وسبل تفاعل تلك الشخوص مع بعضها ومع أحداث الواقع فى تلك الفترة..

لا شك أن « التاريخ» بمفاهيمه الكثيرة يختلف فى استخداماته من فئة إلى أخرى ومن جماعة وطنية وأخرى. وهناك معانٍ حديثة تفرعت من المعانى القديمة للكلمة تدل على «تأريخ التاريخ» نفـسه، أى دراسة التطورات التى مرت بها الدراسات التاريخية منذ عصر الاسطورة إلى عصر النظام الاكاديمى الذى تتم فيه دراسة التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والوقائع والأحداث العسكرية والسياسية فى فترة زمنية بعينها، وفى مكان محدد من العالم، وهو المعنى الدال على الدراسة العلمية للتاريخ.

لقد كان اهتمام المصرى القديم بالمعرفة هائلًا، وعليه فقد حرص على تزويد الأبناء بالمزيد من المعارف ودفعهم لطلب العلم والمعلومات والانتظام فى تلقى التعليم فى كل حين وحثهم على طلب المعرفة وعشق الكتب؛ فلقد كان رب المعرفة والكتابة فى مصر القديمة الإله تحوت؛ وإليه ينسب أول شهور السنة القبطية؛والتى عرفت فى الطقس القبطى بالسنة التوتية؛ ولقد اعتبرت مهنة الكتابة من أشرف المهن وأهمها فى مصر القديمة؛ ومن أشهر التماثيل الفرعونية تمثال «الكاتب المصرى».

[email protected]