حسناً فعلت القمة الإفريقية السباعية التى جمعت رؤساء جنوب إفريقيا وكينيا ومالى والكونغو الديمقراطية ورئيس جمهورية مصر ورئيس وزراء السودان ورئيس وزراء إثيوبيا الذين تواصلوا وتفاهموا عن طريق الفيديو كونفرانس وهى طريقة جديدة للتواصل الدبلوماسى بين رؤساء وممثلى الدول فى المشاكل والقضايا الدولية، وقد أفلح رؤساء الدول والحكومات الإفريقية السبع فى تحريك الركود فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى بأن قسموا المشكلة قسمين أولهما التوصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد مع استمرار المفاوضات وصولاً للقسم الثانى من المشكلة المتمثل فى بلورة الاتفاق الشامل لجميع أوجه التعاون المشترك بين الدول الثلاث فيما يخص استخدام مياه النيل والتى ركز عليها الرئيس السيسى معبراً عن استمرار الرغبة الصادقة لدى مصر لتحقيق التقدم على صعيد القضايا الخلافية مع إثيوبيا، ودبلوماسية النفس الطويل مع إثيوبيا تختلف عن. دبلوماسية النفس القصير مع تركيا فى ليبيا التى تمارس عدوانها العسكرى فعلًا على أرض وشعب ليبيا مما دفع الفريق حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى إلى أن يطلب مع قيادات القبائل الليبية ونواب الشعب مساعدة مصر العاجلة عسكرياً لصد العدوان والغزو الوشيك على سرت التى أعلنها الرئيس السيسى خطاً احمر للميليشيات والعسكرية التركية لا تقربه أو تتجاوزه تهديداً لأمن مصر وليبيا معًا وتتصدى له القوات العسكرية العربية الليبية والمصرية معا
والأمر يختلف فى مشكلتنا مع سد إثيوبيا رغم خطورتها لأن الدبلوماسية لم تفقد كل وسائلها للحل السلمى الذى تناولته المفاوضات ثم تدخل مجلس الأمن الدولى وأعقبه تدخل الاتحاد الإفريقى الذى عقد الجلسة السباعية برئاسة رئيس الاتحاد الإفريقى وأصدر توصيته الأخيرة بتقسيم المشكلة لمرحلة ملء وتشغيل السد كمرحلة عاجلة مع سقوط الأمطار الغزيرة حول إثيوبيا وفوقها على أن يعقب تلك المرحلة استمرار عمل القمة الإفريقية وصولًا لاتفاق شامل لجميع أوجه التعاون المشترك فيما يخص استخدام مياه النيل وفقًا لقواعد القانون الدولى الحاكمة، ونحن مع دبلوماسية الاتحاد الإفريقى مع إيماننا الكامل بكل ما قلناه عن التدخل الإلهى الوشيك لوضع حد نهائى لتعسف حكام إثيوبيا.