عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

الوفد المصري هو: سعد زغلول ثم مصطفي النحاس ثم فؤاد سراج الدين.. ثم ماذا.. ماذا.. هل تريد مثالا؟

ماذا لو تصورنا أن فؤاد سراج الدين نزل مثل باقي خلق الله ليتمشي في شوارع قلب القاهرة ويشاهد واجهات المحلات ويشتري ما يروقه مثلا.. ثم يجلس علي مقهي ريش مثلا ليستريح مثل كل الناس.. ماذا لو حدث هذا؟ أقول لك.. سيتوقف حال البلد.. شوارع وسط القاهرة، سليمان باشا وعدلي وقصر النيل وعبدالخالق ثروت مقفولة تماما.. والهتاف للباشا الذي يحاول أن يمنعهم دون جدوي.. الكل ترك المشوار الذي كان وراءه حتي المحلات تركها البائعون وانضموا للترحيب بالباشا.. حال البلد وقف ولا تجد بوليس نجدة ولا مرور ولا مطافئ!! ولا أي شيء.. زعيم محبوب.. في الإسكندرية كان المفروض أن يخطب في الجماهير في ميدان المنشية وهو في طريقه علي الكورنيش من منزله الي الميدان لمحه بعض المارة فحيوه وهو في السيارة فوقف وصافحهم.. وانتشر الخبر فإذا بالجماهير توقف السيارة وتحمل الزعيم وهو داخل سيارته.. تصوروا.. حملت الجماهير السيارة والباشا جالس فيها!!! هذا هو الزعيم.

عندما قتل الإنجليز العمال المصريين الذين قرروا ترك المعسكرات تضامنا مع النحاس الذي أعلن إلغاء معاهدة 1936، قرر النحاس إقامة جنازة صامتة من ميدان الإسماعيلية «ميدان التحرير الآن» وصلاة الغائب في مسجد الكخيا.. وكان موعدها هو «عيد الجهاد» 13 نوفمبر 1951م.

ما إن تم إعلان هذه المسيرة في الصحف.. حتي فوجئ النحاس ووزراؤه بأن ميدان الإسماعيلية وشارع سليمان باشا حتي ميدان طلعت حرب ومن ميدان طلعت حرب حتي جامع الكخيا طوال شارع قصر النيل لا يوجد مكان لقدم!! لذا اضطر المشرفون علي الجنازة أن تدخل المسيرة شارع الملكة نازلي «شارع رمسيس الآن» حتي شارع عبدالخالق ثروت حتي مسجد الكخيا.

<>

هذه هي الزعامة.. هذه هي «الكاريزما».. هذا هو ما يجب أن يكون عليه رئيس أي حزب كبير.. أراهن إن كان أحد يعرف رئيس أي حزب الآن مجرد معرفة رغم كل ما ينشر عنهم في الصحف.. ورغم «التوك شو» الذي كرهه الناس الآن.

طيب.. ما رأيكم لو تصورنا أن رئيس أي حزب الآن نزل وعمل جولة فؤاد باشا سراج الدين في وسط البلد.. ماذا سيحدث؟! لا شيء علي وجه الإطلاق.. شخص عادي يسير علي الرصيف.. بل لو حدث مثلا أن احتك كتف رئيس الحزب بأحد المارة بالصدفة المحضة طبعا.. ستحدث معركة ويتعدي الرجل علي رئيس الحزب.. وربما يصل الأمر الي قسم البوليس.. وسيظن رئيس الحزب أنه شخصية مهمة ويجلس علي أقرب كرسي في القسم وسيبدأ بالكلام قبل الضابط أو حتي أمين الشرطة.. سيقولون له «اخرس».. قم وقف مثل زميلك لا تتكلم إلا بإذن.. رؤساء أحزاب غير معروفة رغم كل ما ينشر في الصحف وعلي الشاشات.. ولكن لأن الناس غير مقتنعين بهم جميعا فلم تتعلق صورهم بل ولا أسماؤهم في ذاكرة أحد.

ثم لا تتعجب إذا كانت هذه هي المعاملة التي سيعامل بها أي رئيس حزب.. هناك رئيس حزب كبير دخل هذه الأقسام وعومل هذه المعاملة هو وابنته وانتهي بهما الحال الي حكم بالسجن بتهمة شيك بلا رصيد!! وغير مهم أن يكون قد تم تنفيذ الحكم أم هناك سبل أخري.. المهم هو ما وصل اليه حال الأحزاب في مصر!! ثم يريدون انتخابات ومجلس نواب.. علي فكرة هذا الشخص بالذات لم يستطع ترشيح نفسه في كل الانتخابات السابقة بسبب القضايا.. ثم يطالبون بالانتخابات الآن!! أصلحوا أنفسكم أولا!!

<>

بالمناسبة أريد أن أسأل الحكومة لماذا لم تُدخل النظام الالكتروني في الانتخابات مثل كل الدول الكبري والصغري وكل الدول النامية والنايمة!! شيء طبيعي أن ثورة يوليو كانت تخشي الشفافية من أجل الأربع تسعات «99٫99»، ومن جاء من بعده أيضا كان أكثر خوفا وخشية من الصناديق.. الآن.. ونحن في عز الديمقراطية والشفافية والحرية لا أدري سببا واحدا لعدم إدخال النظام الالكتروني الفائق السرعة في إظهار النتائج ثم لزيادة عدد المشاركين في الإدلاء بأصواتهم، فمن السهل جدا تسجيل صوتك في أي مكان وبأسرع ما يمكن بلا طوابير وزحمة ومصاريف وبطء في البحث عن الاسم في القوائم.. هذا النظام القديم لم يعد ساريا سوي في مصر فقط!! تصوروا.

سألوني عن رأيي في الانتخابات القادمة.. أقول إذا لم تنفذ الأحزاب نصائح رئيس الجمهورية بلم الشمل واجتماع كل رجال مصر الكبار ومثقفيها وعلمائها ورجال الأدب والفكر مع الشباب الذي أنقذ البلاد.. إذا تنازل كل هؤلاء عن أحلامهم وتطلعاتهم وأدركوا أننا في أخطر فترة في تاريخ مصر التي تعيد بناء نفسها وبدلا من أن يكون رئيسا لحزب لم يسمع عنه أحد.. إذا لم يجتمع كبار البلد تحت رئاسة شخص لا يختلف عليه اثنان مثل عمرو موسي مثلا لتدخل «النخبة المصرية» كلها تحت قبة البرلمان بدلا من المآسي التي عانينا منها في المجالس الأخيرة مجالس أحمد عز!!

إذا لم يحدث هذا فلن نحظي بمجلس يليق بالجمهورية الثالثة, والأهم من هذا كله هو إعادة النظر في عدد الأعضاء.. ستمائة «600» عضو مهزلة!! أمريكا تعدادها 319 مليون نسمة أعضاء البرلمان 435 فقط!! الهند تعدادها مليار و248 مليونا تصوروا عدد أعضاء البرلمان 543 فقط!! روسيا تعدادها 143 مليونا والأعضاء 450 فقط.. نحن 90 مليونا عدد أعضاء البرلمان 600.. اختشوا.