الموقف المصرى ثابت وواضح بجلاء فى الأزمة الليبية.. وسد النهضة الأثيوبى.. والقيادة المصرية تتسم بالصبر والحكمة لأبعد الحدود لقناعتها بأن المفاوضات السياسية هى الطريق الأمثل لحل القضايا والأزمات وليس اللجوء للأعمال العسكرية التى دائمًا تؤدى لخسائر لكافة الأطراف المتصارعة..
الرئيس عبد الفتاح السيسى أعلن بوضوح أن مياه النيل قضية وجودية لشعب مصر..وأن الموقف المصرى ثابت فى قضية سد النهضة ولابد من بلورة اتفاق قانونى شامل بين كل الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد ورفض الإجراءات المنفردة أحادية الجانب. التى من شأنها إلحاق الضرر بحقوق مصر فى مياه النيل.. فالإرادة السياسية صادقة للوصول لحل الأزمة وفى إطار عدم الإضرار بأى طرف من الأطراف الثلاثة.. مصر والسودان وأثيوبيا.
فالموقف المصرى واضح فى هذه القضية رغم تعنت الجانب الأثيوبى الذى يراوغ ويطلق تصريحات مستفزة..ولكن المفاوض المصرى يتسلح بالصبر والحكمة للحفاظ على حق الشعب المصرى فى مياه النيل من خلال التفاوض واتخاذ كافة الطرق الشرعية من منطلق القوة وليس الضعف.. لأن الموقف المصرى البناء يستند على الحق ويكسب ثقة الأطراف الدولية التى تحضر وتشهد المفاوضات.. فالصبر والاستناد على الحقوق التاريخية والقانونية للحفاظ على حياة شعب أفضل ألف مرة من الكلمات والمواقف العنترية رغم قوة مصر الحاضرة ويشهد بها العالم..
أما الموقف المصرى من الأزمة الليبية.. فهو واضح وقوي لأقصى درجة..وقد عبّر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى بقوله إننا لن نقف مكتوفى الأيدى فى مواجهة أى تحركات تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومى ليس المصرى والليبى فقط وإنما العربى والإقليمى والدولى..وإن خط سرت والجفرة.. خط أحمر.. وإن الجيش المصرى من أقوى الجيوش فى المنطقة وإفريقيا..وإننا قادرون على تغيير المشهد العسكرى بسرعة إذا أردنا..
مصر فى موقفها من الأزمة الليبية تسلحت أيضا بالصبر والحكمة..وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة القاهرة التى تستهدف التوصل إلى حل سياسى ووقف الاقتتال..وفتح الطريق لانتخابات رئاسية وبرلمانية.. وتفعيل الإرادة الحرة للأشقاء فى ليبيا.. ولكن أمام الموقف التركى العدوانى الطامع فى ثروات ليبيا واحتلالها ونهبها عن طريق ميلشيات ومرتزقة.. تحركت مصر بقوة وذكاء.. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام مشايخ وأعيان القبائل الليبية الذين جاءوا إلى القاهرة من مختلف ربوع ليبيا لتفويضه بالتدخل ودخول الجيش المصرى لتطهير الأراضى الليبية من الميلشيات قال: لن ندخل ليبيا إلا بطلبكم..ونخرج منها بأوامركم.