عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

انتهت أطول وأصعب ثانوية عامة فى التاريخ مرت على الطلاب وأولياء الأمور والحكومة ووزير التربية والتعليم، وجميع هؤلاء يستحقون التحية على تحملهم الأعباء النفسية منذ بداية العام الدراسى حتى نهايته السارة التى صاغت شهادة تفوق أبنائنا الطلاب على الظروف التى أحاطت بالامتحانات بسبب ظروف جائحة كورونا، والتى استغلها أعداء النجاح وسخّروا كتائبهم الإلكترونية لإفشال الامتحانات وإثارة أولياء أمور الطلاب ضد وزير التربية والتعليم الذى تحمل الصعاب والنقد وأجرى الامتحانات على مسئوليته حتى تكللت جهوده بالنجاح.

مبعث السرور من ثانوية هذا العام هو أن أبناءنا الطلاب الذين خاضوا الامتحانات والبالغ عددهم حوالى 680 ألف طالب أثبتوا أنهم رجال المستقبل الذين تعدهم الدولة لتولى المسئولية، عندما ألقوا بكل محاولات تحريضهم على مقاطعة الامتحانات بدعوى كورونا، خلف ظهورهم وأدوا الواجب المطلوب منهم، وذهبوا إلى الاختبارات وانتظموا فى اللجان حتى آخر يوم.

والسبب الثانى والأهم للسرور هو أن عناية الله رعت هؤلاء النشء وحمتهم من مغبة المرض بعد أن أدت وزارة التربية والتعليم ما عليها من توفير جميع سبل الرعاية الصحية والوقائية داخل لجان الامتحان، كما أثبت الطلاب أنهم على قدر المسئولية عندما تحملوا كل الظروف الصعبة التى صاحبت العام الدراسى الصعب وسط جائحة فيروس كورونا الذى تحول إلى كابوس يجلس أمام الطالب على مائدة المذاكرة ويرافقه إلى لجنة الامتحانات، بخلاف تحمل الطلاب نظرات الرعب والخوف فى عيون الأمهات والآباء مع أى عطسة تخرج من الابن أو دور برد خفيف أو ارتفاع طفيف فى درجة الحرارة فهذه الأعراض الطبيعية كانت كفيلة بإعلان حالة الطوارئ القصوى داخل المنزل حتى تزول.

هذا الاهتمام لم يتجاوز حده فقد كان منطقياً ويغفر لأولياء الأمور تكدسهم أمام المدارس للاطمئنان على فلذات أكبادهم، واستوعبت وزارة التعليم قلقهم، واستطاعت أن تبث الاطمئنان فى الطلاب وأولياء الأمور من خلال حوالى 400 ألف إدارى وموظف كانوا مسئولين عن ضبط جو الامتحانات وتوفير الراحة للطلاب.

كل الدلائل بعد توديع الطلاب آخر يوم امتحان تؤكد أن جماعة الشر التى سعت لإلغاء امتحان الثانوية العامة أو تأجيله لم يكن هدفها سلامة الطلاب، ولكنها كانت تحاول وصم الدولة ووزارة التعليم بالفشل فى إجراء الامتحانات، وتحريض أولياء الأمور على وزير التربية والتعليم عن طريق الادعاء بأنه لا يهتم بسلامة الطلاب وأن كل ما يهمه هو إجراء الامتحانات.

لقد نجحت الثانوية العامة بعد إجراء الامتحانات دون حدوث مشاكل من أى نوع تؤدى إلى الإخلال بها كما كانت تسعى كتائب الغل والحقد والإحباط، ونجح وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، الذى يستحق أن يوجه له الجميع التحية على وقوفه أمام الهجوم الضارى الذى شنته ضده كتائب الضلال والظلام والجهل، وأصر على عقد الامتحانات وتحمله المسئولية، وكان لا ينام الليل حتى توقف قطار الامتحانات ونجح أولياء الأمور الذين ساندوا الوزير، وأرسلوا أبناءهم إلى الامتحانات رغم الخوف القابع فى الصدور، ولكنه كان ممزوجاً بكمية أكبر من الثقة فى الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة بتوجيهات من الرئيس السيسى بتوفير أقصى الرعاية للطلاب، ونجح جهاز الأمن فى توفير كافة الإجراءات التى طمأنت الطلاب وأسرهم أمام اللجان ونجح الطلاب الذين أثبتوا أنهم رجال المستقبل وتغلبوا على الخوف وعلى كورونا وانكبوا على الكتب لمراجعة دروسهم والتوجه إلى لجان الامتحان لأداء الاختبارات، وسوف تظهر نتيجة أصعب وأهم وأطول سنة دراسية فى الثانوية العامة خلال أيام ليحصل كل طالب اجتهد وأدى المطلوب منه على مكافأته.

مع ظهور النتيجة تنطلق زغاريد الفرح فى البيوت المصرية وستكون فرحة وزير التعليم مضاعفة لأنه سيكون نجاحه يساوى مجموع  فرحة جميع الطلاب، لأنه لو -لا قدر الله- حدث ما يعكر الامتحانات لكان قد واجه مصيراً آخر، ليس المهم المنصب ولكن الفشل آلامه كثيرة، والنجاح له أب واحد.

مبروك للدكتور طارق شوقى الأب والمعلم والأستاذ والوزير، على نجاح امتحانات الثانوية العامة، وتغلبه على المحاولات الدنيئة التى سعت من خلالها جماعة الضلال لإفشال الامتحانات، ورد الله كيدهم إلى نحورهم.