عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

حقيقة لا يستطيع أن ينكرها الأجاحد أو كاره أو فاقد لوطنيته ومصريته.. وهى أن الرئيس «السيسى» استطاع وبكل جدارة واستحقاق أن يصبح «حكيم الأمة»... نعم يا سادة.. الرئيس السيسى تخطى كل الألقاب والتقديرات والتوقعات لكونه رجلاً لهذا الوطن وتلك المرحلة العصيبة التى تمر بها الحبيبة مصر.. فإذا كان الرئيس جمال عبدالناصر قد استطاع أن يكون «زعيماً للأمة العربية»... والسادات «رجلاً للحرب والسلام»... فإن التاريخ سيسجل للسيسى أنه استطاع أن يصبح للأمة المصرية والوطن العربى رئيساً وزعيماً وحكيماً أيضاً.. ففى جانب من كلمته خلال لقائه مشايخ وأعيان القبائل الليبية تحت شعار «مصر وليبيا.. شعب واحد.. مصير واحد»: قال: لن نسمح بالرهان على الميليشيات المسلحة فى ليبيا، وأن مصر قادرة على تغيير المشهد العسكرى بشكل سريع وحاسم ولن تقف مكتوفة الأيدى حال تجاوز خط سرت– الجفرة ولن نقبل بزعزعة أمن واستقرار المنطقة الشرقية فى ليبيا.. سنواجه بكل قوة أى تحركات مباشرة لتهديد الأمن القومى المصرى والليبى، وإن الجيش المصرى من أقوى الجيوش فى المنطقة وإفريقيا وإن مصر تدعم دائمًا الحل السياسى فى ليبيا وليس لديها أى مواقف مناوئة للغرب الليبي.. وإن عدم امتلاك أطراف النزاع الإرادة للحل السياسى سببه تدخل قوى خارجية توظف بعض الأطراف لمصالحها.

يا سادة.. دائمًا ما يجنح الرئيس السيسى للسلم وإعطاء الطرف الآخر مساحة من الوقت ولكنه جاهز فى نفس الوقت لحسم أى صراع للصالح العام.. فعلها عندما كان وزيرًا للدفاع عندما أعطى لحكام الإرهابية الفرصة كاملة للحفاظ على هذه الأمة وهذا الشعب، وعندما اكتشف سوء نواياهم وطالبه الشعب المصرى ورجاله بالوقوف بجانبه وإنقاذه من إرهاب تلك الجماعة لبى النداء وكان للشعب ما طلب وحفظ أرضنا الحبيبة.. واليوم عندما طالبه البرلمان الليبى وممثلو القبائل الليبية بالدفاع عن أرض ليبيا فهو لن يجعلنا نقود حربًا بالوكالة ولكنه بالدرجة الأولى يدافع عن أمننا وأمن أمتنا العربية والإفريقية من المخطط لها لتقسيمها ونهب ثرواتها فمنذ متى كان الأتراك أصحاب رسالة أو من المناصرين للمظلومين؟

يا سادة.. إن التاريخ ليشهد أنهم من أكثر الشعوب دموية، وإبادة للشعوب والأمم المقهورة، فالأتراك لم يحملوا يوماً راية الإسلام وجميع حروبهم فى القرون الماضية فى البلدان التى استولوا عليها كانت فقط لنهب ثرواتها وخيراتها. لقد عاشت المنطقة العربية منذ دخولهم إليها عام ١٢٥٨ أربعة عصور هى عصور تخلف وتحولت الشعوب والأرض العربية إلى أرض تخلف واضمحلال بعد أن كانت مهدًا للحضارات التى أضاءت العالم بدءًا من الحضارة الفرعونية وصولًا إلى الحضارة الإسلامية لقد كان الأتراك وبحق أول شعوب الأرض استغلالًا للدين من أجل المصالح والمنفعة وحاولوا خلال العقود الماضية دخول الاتحاد الأوروبى من أجل مصالحهم فلفظتهم ورفضتهم الشعوب الاوروبية.. لذا يحاولون اليوم إعادة الكرة والرغبة فى نهب مقدرات وثروات الشعوب العربية، لكن فليعلموا أن المعطيات على الأرض قد تغيرت وأن مصر وأمنها خط أحمر.. فمحاولة أردوغان احتلال ليبيا ما هو إلا جزء من مؤامرة كبيرة ضد الكبيرة مصر أم الدنيا وجميعنا يعرف من يقف وراءها حتى وإن كنا لا نعلنها صراحة فجميعًا يعرف أن عدونا الحقيقى هو الاحتلال الصيهونى الذى يقف خلف كل المشاهد التى تؤدى فى النهاية إلى تحقيق حلمه من النيل للفرات.. والآن وبعد أن أعطوا الإشارة لأردوغان ببناء السدود على نهر الفرات للتحكم فى مياهه بعد أن سيطروا على العراق واحتلوه على مرأى ومسمع من كل دول العالم التى تسمى نفسها كبرى.. ومع إفشال الشعب المصرى ومعه الرئيس السيسى مخطط الشرق الأوسط الجديد فإنه بات جليًا أن مصر كانت وما زالت وستظل بإذن الله هى العصية الأبية ضد أطماعهم ولذلك فما يفعله أردوغان لا يمكن أن يكون إلا بمباركة صهيونية واجهتها الدولة العظمى أمريكا.. وما يؤكد ذلك العلاقات الوطيدة التى تجمع إسرائيل بإثيوبيا، والزيارات المتكررة والمتبادلة للقيادات فى البلدين، ولعل أبرزها زيارة نتنياهو التى تطرق فيها للحديث عن المياه فى إثيوبيا وفائدتها فى نهضة زراعية تقوم بها إسرائيل فى إطار التعاون بين الدولتين، وقد سبق هذا التعاون العديد من الاتفاقيات الاقتصادية طوال العقود الثلاثة الأخيرة.

يا سادة.. وتكتمل فصول المؤامرة عندما نعلم أنه ووفقًا لوثائق موجودة فى متحف «الاسكوريال» فى إسبانيا اطلع عليها الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل وكشف عنها فى حوار تليفزيونى قبيل وفاته، فإن التفكير فى قطع مياه النيل عن مصر لإضعافها بدأ منذ 800 سنة إبان فترة الحروب الصليبية، وتحول هذا التفكير إلى خطة عملية مع رحلة فاسكو دى جاما لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، حيث كلفه بابا الفاتيكان آنذاك بلقاء يوحنا ملك الحبشة المسيحى لكى يتباحث معه فى كيفية تحويل مجرى النيل لكى يصب فى المحيط ولا تصل مياهه إلى مصر، انتقامًا منها لهزيمتها الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبى.

وحتى فى الحرب العالمية الأولى فكر الإيطاليون فى نسف أجزاء من بحيرة تانا الإثيوبية لتقليل المياه الواردة إلى مصر المحتلة من إنجلترا، وأرسلوا فريقًا من خبراء ومهندسى الرى لتنفيذ هذه الخطة لكنهم فشلوا. وقد تكون هناك خطط غربية أخرى لقطع النيل عن مصر لم يطلع عليها هيكل وقد لا تكون، لكن ما ذكره كاف جدا لكى نستنتج من خلاله أن إصرار إثيوبيا على التحكم فى مياه النيل يتم بالتنسيق مع قوى ودوائر غربية وغير غربية يهمها لأسباب متباينة إضعاف مصر لكى تسيطر بسهولة على بقية المنطقة 

يا سادة.. أن التاريخ الذى يجهله هؤلاء لهو أكبر مقبرة لهم فكم من مؤامرات وإمبراطوريات تحطمت على أرض مصرنا الحبيبة ولم يعد منها إلا أطلال نضمها لآثارنا لنفرج عليها العالم الذى يأتى إلينا سائحًا أن هذا هو مصير كل محتل غاشم يفكر فى غزو مصر...

 

همسة طائرة... تحية خالصة للرئيس السيسى على مواقفه النبيلة وحكمته فى إدارة شئون وطنه بحكمة لا يتمتع بها إلا من «رضى ربه.. فرضى عنه».. وتحية لجنودنا البواسل المرابضين على حدودنا الساهرين على أمننا ومجدنا.. ويا شعب مصر اصطف خلف رئيسك وقيادتك ولا تلتفت لدعاوى الخزى التى يطلقها الخونة من أبناء هذا الوطن فى الداخل والخارج.. فمصر دولة حماها الله ولن يضيعها أبدًا حتى مع كل هذه العربدة الدولية.