رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

من الموضوعات المهمة التي ينبغي طرح المزيد من الرؤى كل ما يتعلق بالتشريع في المسيحية ، وأرى أنه لا مانع بل لعله من المأمول التحاور حول كل ما جاء عن الموضوع في الكتاب المقدس ..

ويسعدني بداية الاقتراب من رؤية إنجيلية لموضوع التشريع في المسيحية ، والذي جاء عبر إصدار جديد للمفكر البارز الدكتور فريز صموئيل بعنوان « المسيح والتشريع « ..

لقد جاء السيد المسيح إلى عالمنا ، وفي أثناء حياته على الأرض كان يجول يصنع خيرًا ، ويشفي المرضى ويقيم الموتى ، وقد أسمى التعاليم التي غيرت البشرية إلى أفضل صورة ، فبعد أن سمع الناس عظته على الجبل « بهتت الجموع من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة « .

يقول الكاتب في تقديمه للإصدار الجديد الهام « لقد جاء المسيح لتكون للبشرية حياة أفضل ، ووضع مبادئ وقيم صالحة لكل البشرية في كل العصور ، ورغم ذلك يوجه بعض النقاد اتهامًا للمسيحية بأن مؤسسها لم يأت بقوانين وتشريعات تنظم العلاقة بين الناس ، ويعتبرون أن هذا نقطة ضعف في المسيحية ، وهم لا يدرون أن هذا هو سر ملائمة المسيحية لكل مكان وزمان ، بل إن البعض لست أدري عمدًا أم جهلاً ـ قالوا إن المسيح لم يحترم الملكية الخاصة ، ولم يحترم حقوق العمال ، وقدم تعاليم مثالية  يمكن تطبيقها في الحياة العملية ، ويمكن فقط أن تعيش بها الصفوة ...»

ويخلص الكاتب إلى أن شريعة تقسيم الميراث في العهد القديم واضحة ، والطمع أدى إلى أن يظلم الأخ أخاه ، والمسيح رفض أن يكون قاضيًا أو مقسمًا ، لأن هناك من هو مسئول عن هذا العمل ، والمسيح قدم الحل المثالي لهذا الموضوع بأنه عالج جذور المشكلة وهو الطمع الكامن داخل الإنسان ، ونادى بالتخلص من الطمع ، وهذا مبدأ هام إذ سلك الناس بمقتضاه بطلت الدعاوى وجرى العدل ، وأوضح المسيح أن ما يتصارع عليه البشر من ماديات هي أمور وقتية ، وأنها ليست المصدر الصحيح لسعادة الإنسان وأكد أن الله يستطيع أن يسدد كل الاحتياجات .

و عليه ، يؤكد الكاتب على أن المسيح ليس مشرعًا بشريًا أو قاضيًا أرضيًا ، لكنه جاء ليقدم مبادئ وقيم متى سلك بها الناس لساد الحب والسلام ، وأحب الإنسان غيره كنفسه ، أما كل ما يتعلق بالنظم والقوانين فهناك المشرعون والمنفذون ، وهذا لا يقلل من شأن المسيح في شيء.

ولاشك إن السائل في هذه القصة لا يريد التحكيم ، بل يطلب من القاضي أن يأخذ بوجهة نظره ، وأن يصدر حكمًا يتمشى ومصلحته ، هناك فرق شاسع بين قوله : « لقد اختلفت مع أخي على الميراث ، فهل تحكم بيننا « ، وقوله : « قل لأخي أن يقاسمني الميراث « ، لذلك كان رد المسيح المفحم : « من أقامني عليكما قاضيًا أو مقسمًا « ، لقد أراد هذا الأخ أن يقسم الميراث ، فجاء يطلب مساعدة يسوع للضغط على أخيه لقبول قرار قسمة الميراث ، لقد خيم التوتر على علاقة الأخوين ، وجاء السائل يقترح أن ينهي ذلك الخلاف مع أخيه بفراق نهائي فأخبره المسيح أنه لم يأت إلى العالم ليفرق ويقسم ، إنما جاء ليجمع ويصلح ، موضحًا بذلك أنه يرغب أن يرى الصفاء والتفاهم يعود ليخيم على حياتهم .

[email protected]