رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 لماذا لا نحترم شهر رمضان؟ ولا نقدره حق قدره ، ونستخف به ، ولا نعطيه حقه ،  ونحول الشهر الكريم من شهر طاعة وعبادة إلي شهر للهو واللعب ،  فغالبية ما يحدث حولك يدل علي ذلك ، تابع علي سبيل المثال بعض البرامج التي تعرض خصيصياً في هذا الشهر الكريم وتعد العدة وتسابق الزمن للظهور في هذا الشهر ، لن تجدها برامج تسلية أو ترفيه  ولا برامج هادفة، كل ما تجده فيها اسفاف في اسفاف ، فتجد بعض ضيوف مشاهد البرامج التي تعتمد علي رد فعل الضيف أو ما يطلقون عليها برامج  « المقالب «  وقد تحولوا الي كائنات غريبة تسب وتلعن وكل ما نفعله وضع صفارة وقطع الصوت في هذه الوصلات من السب والشتائم،

ماذا تخفي هذه الصفارة إذا كان المعني قد وصلني واستطاع الناس أن يفهمون ويسمعون هذه الشتائم، هذا بخلاف العادات التي تروج لها الدراما بعرض كل ما يتنافي مع أخلاقنا علي أساس أنه الأفضل والأسلم للعيش، وأن الذبح والقتل والفتونة بين الناس  هو الأسلوب السليم لكيفية النجاح والشهرة وكسب المال.

أعرف أن كل منا يعرف ويسمع هذه الشتائم يومياً وأن هذا السباب ليس بغريب علي أذاننا ، ولكن هل هذا مبرر بأن يسمعها الكبير والصغير في هذا الشهر الفضيل ، نحن بهذا لا نحترم شهر رمضان ونعرض علي الناس مالا ينفعهم، حتي وان كان السبب هو الترفيه والتسلية أو البحث عن حفنة من أموال الإعلانات.

أصبح كل شىء مباح في سبيل البحث عن الأكثر شهره أو الأكثر إثارة للحصول علي أعلي نسب مشاهدة، العري في بعض المسلسلات التي ملأت دراما رمضان والإسفاف في الحوار والمشاهد، والألفاظ الخارجة التي دخلت البيوت وشاهدها الأطفال، أي قيم تبحثون عنها ؟ وأي فكر تروجون له ؟، إنه انحطاط تحت ستار الإبداع.

وهذا ما دعي نقابة المهن التمثيلية أن تصدر بياناً شديد اللهجة  تدعو فيه لمقاطعة الأعمال التي تسىء لأخلاق المبدعين سواء برامج أو مسلسلات.

 وجاء في البيان: «أن النقابة تدعو أعضاءها لمقاطعة مثل هذه الأعمال، وعدم التورط في إفساد الذوق العام، وتشويه الخطاب الاجتماعي الذي يناسب الشخصية المصرية، التي عرفت الإبداع قبل أي حضارة في العالم، وكانت من أوائل الدول التي قدمت السينما بكل تحررها، والتي لا تجرح أفلامها التي نحفظها جميعًا مشاعرنا مثلما فعلت هذه المسلسلات التي خلقت حالة من الجدل والإحباط والأسف لدى قطاع كبير من أعضاء النقابة وقطاع أكبر من الجماهير».

هذا البيان صادر من أهل الصنعة والخبرة وليس صادراً من جمهور بسيط لا يعرف الفرق بين المخرج والممثل والكاتب والسيناريست ، أي يمكن أن نقول : شهد شاهد من أهلها.

لذلك لابد أن نصنع ما يليق بنا من صور هادفة  ولا أقصد هنا الجمود ووضع ثوابت وأصول جامدة منافية للإبداع ولكن أقصد هنا تقديم أشياء تحترم الجمهور ونأخذ المشاهد إلي مناطق الذوق الرفيع وتقديم الصورة التي تدخل كل بيت بشكل لائق حتي, إن كان الهدف هو التسلية والترفيه لمجرد التسلية والترفيه.

 لابد أن نحترم شهر رمضان،  شهر التقرب إلي الله وأن نقدم فيه أعمالاً لا تدعو إلي الإسفاف وإفساد الذوق العام لأننا  بصراحة شديدة لا نحتاج إلي الإسفاف ولسنا بحاجة إلي إفساد الذوق العام فكفانا ما بنا.

نحن في أمس الحاجة أن نغير من السلوك العام وأن نحاول أن نبني أجيالاً سوية، لا تكون الشتائم والألفاظ الخارجة بينهم شيء عادي، وأن نعلمهم أن سفك الدماء حرام، وأن نربي فيهم القيم والأخلاق ونقول لهم أنها ليست موضة قديمة، حتي نربي جيلاً يساعد المرأة العجوز في أن تخطي الشارع وأن يدافع عن فتاة يحاول دنيء أن يتحرش بها، جيل يساعدنا علي تخطي الصعاب وليس شبابا مغيبا تحت ستار الفوضي ،لأننا جميعاً نجني ما نزرعه ،  هذا ما أتمناه والله الموفق .

[email protected] .com