رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

 

- الطاووس.. لورانس العرب.. موسولينى.. بهذه الصفات والأسماء ذات الدلالات الموحية اختار مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق جون بولتون أن يصف  «أردوغان» فى كتابه «الغرفة التى شهدت الأحداث» والذى يروى فيه ذكرياته كمستشار لترامب، تحت عنوان «إبك على الخراب.. وأطلق كلاب الخراب» أتى الفصل الثانى من الكتاب «يقع فى 15 فصلا - و570 ورقة» قال بولتون إن أردوغان تحدث مع ترامب حول قضية القس الأمريكى الذى كان محتجزا لديهم بتهمة التجسس لحساب الزعيم فتح الله غولن، المتهم بتدبير انقلاب الجيش الأخير والذى ترفض أمريكا تسليمه لهم، كما أثار قضية إدانة محمد عطية المسئول فى بنك «خلق» التركى، واتهامه بخرق العقوبات على ايران، والذى كانت قضيته معروضة على محكمة  جنوب نيويورك،وهى محكمة وصفها ترامب بأنها خاضعة لـ«أتباع أوباما» وقال إنها لو كانت تابعة له سيتم حلها!

- تهمة خرق العقوبات هذه كانت ستكبد تركيا حوالى 20 مليار دولار.. وكانت ضاغطة على أردوغان، بسبب كونه بات معروفا انه استغل هو وعائلته تعيين صهره وزيرا للمالية (...) وراحوا يستفيدون من البنك لأغراضهم الشخصية، ففى ظل تهاوى الاقتصاد التركى، كان أردوغان يأمل إغلاق هذا الملف المشين إلى الأبد!

- فى عنوان جانبى فى نفس الفصل تقول كلماته «لورانس العرب يتصل بمكتبك» روى بولتون تفاصيل الحوار بين الرئيسين، فقال: لورانس العرب - أردوغان - مشغول بتحويل تركيا من دولة أتاتورك العلمانية إلى تركيا الإسلامية، وبدعم الإخوان المسلمين وجماعات متطرفة أخرى فى الشرق الأوسط، كما أنه يمول حماس وحزب الله. ويكشف بولتون بطريقة لا مواربة فيها أن هذا السياسى اللعوب يستخدم كل شىء لأغراضه الشخصية بما فيها مجده الشخصى، وفساده وفساد عائلته المالى، فقد اقترح أردوغان خلال المكالمة أن «يطلق سراح القس بورسون مقابل إسقاط التحقيقات فى قضية بنك «خلق»! ويؤكد بولتون أن ترامب تقلبت مواقفه من القضية، ثم تغير الموقف التركى نفسه بعد تهاوى الاقتصاد، وتم إطلاق القس بعد إدانته بالتجسس وتهم أخرى وذلك لتحقيق مصالح سياسية محلية لأردوغان!

- يروى بولتون جانباً من حديث آخر جرى بين الرجلين على خلفية ما أثير عن قيام الجيش السورى باستخدام الأسلحة الكيمائية ضد الإرهابيين، وهو ما كان متفقاً عليه بين أمريكا وفرنسا، حيث أبدى أردوغان رغبته فى عدم التورط فى الهجوم. أعرب بولتون عن انزعاجه من طريقة الطاووس أردوغان فى الحديث، وشبه قوة صوته ونبراته فى المكالمة بأنها تشبه «حديث موسولينى من الشرفة أمام الجماهير. لقد بدا وكأنه يلقى محاضرة على مسامعنا أنا والرئيس ترامب»! 

-يقينا فإن بولتون استخدم وصف «لورانس العرب» وأطلقه على أردوغان، فى إشارة إلي أبرز الجواسيس البريطانيين الذين نجحوا فى إيهام القبائل العربية وقتها - فى نهاية حكم الرجل المريض - بقدرته على قيادتهم وتوحيدهم لشن الثورة العربية على الاستعمار العثمانى.

- بالقطع بولتون ورئيسه يعرفان أن أردوغان يتطلع لخلافة أجداده وإعادة إحياء مستعمراتهم فى الشرق وإعادتها إلى أحضانه مجدداً، فهو يحتل أجزاء فى سوريا، ويحارب أكراد العراق.. ثم دخل على خط ليبيا! يثير التأمل أن  أمريكا لاتزال تغض الطرف عن أحلام الطاووس التركى.. ولذا يتعين علينا مع استعراض مذكرات بولتون أن نسأل: ما الصفقة هذه المرة؟