رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

 

الثابت من مجلة الهلال أن جورجى زيدان قام برحلة إلى الشام سنة 1913، نشر مادتها قبل وفاته فى الهلال، فى عدد أول يونيه سنة 1914، بعنوان «دمشق»، أعيد نشرها فى عدد أول مايو سنة 1920 بعنوان «دمشق» من رحلة إليها فى صيف 1913، وأعيد نشرها للمرة الثالثة فى عدد أول ديسمبر سنة 1925، بعنوان «دمشق والدمشقيون» بقلم المرحوم مؤسس الهلال، ويتضح من نص الرحلة أن زيدان زار دمشق أكثر من مرة، زارها فى صيف 1913، وزارها قبل رحلته هذه بثلاثين سنة، حوالى عام 1883، إذ يشير إلى تكرار الزيارة عند وصفه لشوارع دمشق بقوله: «فإذا سرت فى شوارع دمشق مررت فى أسواق ضيقة بعضها واسع فوقه سقوف مستديرة اتقاء الحر، وقد زرناها منذ ثلاثين سنة وزرناها فى الصيف الماضى (1913) فإذ نجد فيها تغييرًا كبيرًا إلا فى الضواحى، فقد عمر بعضها عمرانًا حسنًا ولا سيما الصالحية فإنها أصبحت حيًا جميلًا لأنه على مرتفع يشرف على دمشق كلها.

ويسجل جورجى زيدان ما طرأ على دمشق بعد ثلاثين سنة من زيارته الأولى فى التالى:

1ــ السكة الحديد فإنها زادت دمشق أهمية وجعلتها مركزًا تجاريًا هامًا.

2ــ الأنوار الكهربائية فإن النور الكهربائى شائع عند صغار الباعة لرخصه، وسبب رخصه أن الكهربائية تتولد بآلات تحركها مجارى الأنهر بلا نفقة تستحق الذكر

3ــ الترامواى الكهربائى يخترق المدينة من الشمال إلى الجنوب.

4ــ جر مياه الفيجة من منبعها خارج دمشق بالأنابيب وتوزيعها فى المنازل وقد فعل ذلك ناظم باشا واليها الأسبق.

فى فقرة أخرى يصف زيدان منازل دمشق بعين الباحث، إذ يقارن بينها وبين البيوت المصرية والبيروتية: «والعادة فى منازل القاهرة والأسكندرية وبيروت أن تكون حديقة المنزل محيطة به أو قائمة بين يديه، أما منازل الشام فحدائقها فى قلبها، تدخل المنزل فتجد فى داره فسقية يتدفق منها الماء وحولها الأشجار المثمرة والرياحين المعطرة، على أن هذه المنازل متلاصقة متحاذية تفصلها أزقة ضيقة، إذا مررت فيها ضاق صدرك من ظلمتها واعوجاجها، ثم تدهش للانتقال الفجائى عند دخول وكل شيء فيه يدل على ذوق راق وهندام جميل. يحيط المدينة كلها بساتين الفاكهة، تمتد لمسافات بعيدة وهى غوطتها الشهيرة فى التاريخ.

ولا يفوت زيدان أن يسجل خلال رحلته تعداد السكان خلال سنة الزيارة: «يقدر سكان دمشق بنحو 300 ألف نفس، خمسة أسداسهم من المسلمين العرب، بينهم أخلاط من الترك والشركس وغيرهم، لكن أكثرهم توطنوا دمشق وتوالدوا فيها فصاروا يعدون عربًا، وفيهم طائفة من المهاجرين لم تتأصل عربيتهم بعد، ومنهم بضعة آلاف من الأكراد ونحو ذلك من المغاربة وغيرهم. أما غير المسلمين فهم المسيحيون وعددهم نحو 25 ألفًا، واليهود نحو 15 ألفًا، وشرذمات من سائر الملل، والثروة أكثرها فى يد المسلمين، وهم أصحاب الأبنية والمزارع وأكثر مزارعهم فى الغوطة.

 

[email protected]