رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

 

أدى المهندس عبدالصادق الشوربجى اليمين القانونية أمام مجلس النواب رئيساً للهيئة الوطنية للصحافة، فى وقت يدور فيه نقاش واسع حول مستقبل المؤسسات الصحفية ومدى قدرتها على الاستمرار فى أداء رسالتها، حيث لعبت دوراً حيوياً خلال الأعوام الستين الماضية.

وأشعر بالتفاؤل بمجىء المهندس عبدالصادق الشوربجى على رأس الهيئة الوطنية للصحافة، فالرجل صاحب تجربة ناجحة فى مؤسسة «روز اليوسف» التى تولى قيادتها منذ عام 2012، وأذكر أننى كنت شاهداً على هذه المرحلة وقت عضويتى بالمجلس الأعلى للصحافة، فقد تولى المهندس عبدالصادق منصبه خلفاً للزميل الأستاذ محمد جمال الدين الذى هاله حجم ما رآه من صعوبات ومشاكل خلال الأسابيع البسيطة التى تولى فيها قيادة المؤسسة، وآثر أن ينسحب بهدوء، فتم اختيار المهندس عبدالصادق الذى كان يشغل منصب مدير عام مطابع المؤسسة لقيادة العمل بها، وكان قبول الرجل المنصب فى هذا الظرف الدقيق والحساس وفى أجواء السيولة التى طالت كل مؤسسات الدولة بعد عام 2011، مهمة انتحارية وتحدياً كبيراً، واجهه المهندس عبدالصادق الشوربجى متسلحاً بالخبرة والمعرفة والإرادة القوية واليد النظيفة فى مواجهة التحديات التى تواجه كل المؤسسات ومن بينها مؤسسته. منذ اللحظة الأولى اعتبر المهندس عبدالصادق أن النجاح فى هذه المهمة يتطلب تضافر جهود الجميع، فالنجاح منظومة يشارك فيها الكل، وقد عمل الرجل خلال هذه السنوات بكل تفانٍ، وكثيراً ما رآه عمال مطابع «روزاليوسف» يشمر عن ساعديه ويقف بينهم لكى يصلح عطلاً أصاب إحدى الماكينات بنفسه متجاوزاً كل القواعد التى تحكم حركة رئيس مجلس الإدارة.

وأكثر ما يدفعنى للتفاؤل أن ملف المؤسسات الصحفية سيشهد إصلاحاً حقيقياً هو أن المهندس عبدالصادق رجل إدارة بالمفهوم الحقيقى، ومشاكل المؤسسات الصحفية القومية تعد مشاكل إدارة بنسبة 99,999%، لم يسع المهندس عبدالصادق لمنافسة الصحفيين فى عملهم، ولم يترك عمله ليسابقهم فى كتابة مقال أو للحصول على سفريات للخارج، بل لعلى أكشف سراً لا يعلمه الكثيرون، وهو أن الرجل كثيراً ما كانت تصله دعوات سفر خارج مصر، وفى كل مرة كان يحيل الدعوة لأحد الزملاء الصحفيين لكى يسافر بدلاً منه، ويقول بكل نبل: الصحفى أولى بهذه السفرية، أما أنا فلست فى حاجة إليها.

ثمانى سنوات رفض خلالها المهندس عبدالصادق أن يسافر للخارج، ولم تلمس يده فيها جنيهاً واحداً من بدلات السفر، وتفرغ لعمله بتجرد تام كالراهب الذى ينقطع للعبادة فى محرابه، وكان هذا السلوك النزيه باعثاً للاحترام والإعجاب من كل من عمل معه وعرفه وتعامل معه.

لقد نأى المهندس عبدالصادق بنفسه عن الصراعات والأمراض التى تسيطر على الحياة الصحفية، وأدار عمله وفق مبدأ راقٍ وهو «إدارة بلا أحقاد».. فالتركة ثقيلة والتحديات الماثلة أمام صناعة الصحافة ليست من السهولة حتى نستهين بها ونتفرغ للصراعات والسعى وراء مجد شخصى على أنقاض المؤسسات أو ما تبقى منها.

لقد آثرت أن يكون اسم المهندس عبدالصادق الشوربجى هو عنوان هذا المقال، فالرجل جاء فى الوقت المناسب، وأثق أنه سيمثل علامة فارقة لمرحلة عنوانها الرئيسى: العمل ثم العمل ثم العمل.

[email protected]