رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

 

 

ترك الكاتب والمؤرخ جورجى زيدان (1861- 1914) للمكتبة العربية العديد من المؤلفات التى عدت حجر الأساس لثقافة منطقة فى طور نهضة، تناولت كتاباته اللغة، والأدب، والتاريخ، والقصة، والصحافة، وكان من بين هذه المؤلفات ما كتبه فى أدب الرحلات، زيدان لم يسجل رحلاته بعين السائح، ولا بعقلية القادم من بلدان أقل تحضراً، بل ببصيرة المثقف النهضوى الذى يبحث بعيون ثاقبة عما يرفع وينهض بأهل جلدته، كان يقف على مواضع التحضر والتقدم فى البلدان التى يزورها ويقارنها بمثيلتها فى المنطقة العربية، خاصة فى مصر البلد الذى استوطنه واختار أن يعيش فيه.

فقد زار جورجى زيدان خلال فترة شبابه فرنسا، وإنجلترا، وسويسرا، وفلسطين، والآستانة، وصدرت بعض هذه الرحلات فى كتب منفصلة، ونشرت مؤخراً مجتمعة فى كتاب بعنوان «الرحلات الثلاث: الآستانة، أوروبا، فلسطين»، تقديم محمد على فرحات، كما قام جان داية بنشر مسودة لرحلة بحرية إلى أوروبا قام بها هو وصديقه الكاتب جبر دومط.

زيدان نشر نصوص جميع رحلاته، عدا المسودة البحرية، فى مجلة الهلال التى أنشأها وترأس تحريرها، فى عدد أكتوبر سنة 1909 نشر رحلة الآستانة بعنوان «الآستانة العلية موقعها ومناظرها وآثارها وقصورها ومتاحفها»، وفى عدد الشهر نفسه سنة 1912 نشر رحلته إلى أوروبا تحت عنوان «ممالك فرنسا وإنكلترا (بالكاف) وسويسرا عمرانها ونظام حكوماتها وحضارتها ومتاحفها وسائر أحوالها الاقتصادية والاجتماعية، من رحلة لصاحب الهلال فى هذا العام». وفى أكتوبر سنة 1913، نشر رحلته إلى فلسطين بعنوان «فلسطين تاريخها وآثارها وسائر أحوالها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، من رحلة لصاحب الهلال هذا العام».

الثابت من مجلة الهلال أن زيدان قام برحلة إلى الشام سنة 1913، نشر مادتها قبل وفاته فى الهلال، فى عدد أول يونيه سنة 1914، بعنوان «دمشق»، أعيد نشرها فى عدد أول مايو سنة 1920 بعنوان «دمشق من رحلة إليها فى صيف 1913، وأعيد نشرها للمرة الثالثة فى عدد أول ديسمبر سنة 1925، بعنوان «دمشق والدمشقيون بقلم المرحوم مؤسس الهلال»، ويتضح من نص الرحلة أن زيدان زار دمشق أكثر من مرة، زارها فى صيف 1913، وزارها قبل رحلته هذه بثلاثين سنة، نحو عام 1883، إذ يشير إلى تكرار الزيارة عند وصفه شوارع دمشق بقوله: «فإذا سرت فى شوارع دمشق مررت فى أسواق ضيقة، بعضها واسع فوقه سقوف مستديرة اتقاء الحر، وقد زرناها منذ ثلاثين سنة وزرناها فى الصيف الماضى (1913) فلم نجد فيها تغييراً كبيراً إلا فى الضواحى، فقد عمر بعضها عمراناً حسناً ولاسيما الصالحية، فإنها أصبحت حياً جميلاً لأنه على مرتفع يشرف على دمشق كلها. وللحديث بقية.

 

[email protected]