رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الحقيقة التى لا يجب أن تغيب عن أحد هى أن مصر فى حاجة ماسة وشديدة لأن يكون هناك توافق وطنى بين جميع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية خلال انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب. فهذا التوافق الوطنى مهم جداً للغاية خلال الخمس سنوات المقبلة من أجل استكمال مسيرة البناء التى بدأتها الدولة المصرية بعد 30 يونيو، وقطعت فيها شوطاً كبيراً، وحققت فى خمس سنوات إنجازات كان تحقيقها يحتاج إلى عشرين عاماً أو يزيد، ولأن مصر تسير وفق رؤية مشروع وطنى يهدف إلى تأسيس الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة، فلا بد أن يتم توفير كل المقومات حتى يتم تحقيق هذا الهدف العظيم، وبالفعل تحرص جميع مؤسسات الدولة على توفير المناخ الشامل لهذا الأمر الذى سينقل مصر نقلة أخرى تجعلها فى مصاف الدول الكبرى سياسياً واقتصادياً فى زمن قياسى إن شاء الله.

غرفتا البرلمان «الشيوخ والنواب»، لا بد أن يكون أعضاؤهما ممن يتمتعون برؤية وطنية ولديهم القدرة الفائقة على العطاء خلال الأعوام القادمة. فعضوية البرلمان ليست وجاهة ولا ترفاً، والمرحلة الجديدة القادمة لا تعرف رفاهية فى الوقت، لأن مصر تستعد لانطلاقة كبرى، وهى بذلك لا تعرف الكسالى ولا مكان فيها لأصحاب المصالح الخاصة أو الأجندات المعادية للبلاد، وعلى الذين لا يجدون فى أنفسهم كل المقومات الوطنية من أجل خدمة البلاد من خلال مجلسى الشيوخ والنواب، أن يبتعدوا عن المشهد تماماً، فلا وقت لتضييعه مع هؤلاء المغامرين بمستقبل البلاد، فالذين يسعون إلى الوجاهة والترف ولا يعملون برؤية وطنية، لا مكان لهم فى مصر الجديدة التى تسعى إلى تأسيس بناء الدولة العصرية الحديثة الديمقراطية.

مجلسا الشيوخ والنواب القادمان أمامهما دور تشريعى ورقابى مهم جداً خلال السنوات القادمة، ولا يجوز للمجلسين أن يغردا بعيداً عن المشروع الوطنى الموضوع بعد ثورة 30 يونيو، فالسلطة التشريعية عليها دور وطنى مهم جداً حتى تكتمل مسيرة مصر الجديدة التى ترفع المزيد من شأن البلاد، وتجعلها فى مصاف الدول الكبرى، وقد تحقق الكثير من ذلك، ويبقى هنا ضرورة أن يكون هناك توافق وطنى شامل بين كافة الأحزاب والقوى السياسية. والتوافق الوطنى ليس معناه التخلى عن أيديولوجيات، وإنما هو ضرورة ملحة من أجل استكمال الإنجازات والإعجازات التى تمت على الأرض منذ ثورة 30 يونيو، وهنا لا مكان على الإطلاق لأصحاب المصالح الخاصة أو الذين يحركهم المال السياسى، فهؤلاء الأكرم والأفضل لهم أن يبتعدوا عن المشهد تماماً، ويتركوا الفرصة لمن يملك العطاء بفكر وطنى يحقق الهدف الأسمى للبلاد وهو الدولة العصرية الحديثة الديمقراطية.

وهنا يبرز دور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى كما يقول المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد فى أهمية نشر التوعية الكاملة لجموع المصريين خاصة فيما يحدث على الساحة من أوضاع، وفيما يتعلق أيضاً بالأخطار الجسيمة التى تحيط بالبلاد من كل حدب وصوب، فى ظل وجود قوى الشر التى لا تريد خيراً لمصر ولا لمشروعها الوطنى العظيم. وكما أن وسائل الإعلام بكل أنواعها ووسائل التواصل الاجتماعى لها دور مهم فى ثورة 30 يونيو، وفى تأييد المشروع الوطنى ودعمه من أجل تأسيس الدولة العصرية والحرب على الإرهاب وأوكار التطرف، لها أيضاً دور مهم جداً فى التوعية بأهمية التوافق الوطنى خلال انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب. وبالفعل هناك دور مهم فى عملية نشر التوعية بين المصريين الذين لديهم إيمان قاطع بفكر الدولة الوطنية وأهمية تنفيذ مبادئ ومقررات ثورة 30 يونيو، وأهمية تحذير المواطنين الذين يدلون بأصواتهم فى الانتخابات من خطورة تنفيذ المصالح الخاصة والأجندات التى لا تخدم مصر الجديدة. هناك فعلاً ضرورة ملحة أمام وسائل الإعلام بتعريف المواطنين بما يتوافق مع متطلبات بناء الدولة الحديثة، ولا أحد ينكر أن مصر تمر بمرحلة مهمة فى تاريخها وبحاجة شديدة جداً إلى توافق وطنى يكون بمثابة ظهير سياسى للدولة المصرية من أجل استكمال المسيرة فى تحقيق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وغير مقبول بالمرة أن تجد داخل مجلسى الشيوخ والنواب من يعمل ضد الدولة ولا يتفهم طبيعة هذه المرحلة الحالية فى تاريخ البلاد - كما يقول «أبوشقة» - من أجل الحفاظ على الدولة المصرية من كل المؤامرات التى تحاك بها من قوى الشر.

نكرر.. عضوية مجلسى الشيوخ والنواب ليست رفاهية أو وجاهة، وإنما عمل شاق يحتاج إلى رجال وطنيين مخلصين يعملون من أجل مستقبل مصر العظيم الذى ينتظرها. وبالتالى لا بد من حسن الاختيار والتدقيق لمن يتم ترشيحه لهذين المجلسين خلال الانتخابات. ولدىّ قناعة أن المصريين الذين لديهم حنكة وكياسة سيختارون الأفضل والأحسن من أجل خدمة مصر أولاً وأخيراً وليس خدمة لمصالح شخصية أو أجندات خارجية.