هموم مصرية
عشت عصراً رائعاً مع الكوميديا المصرية التى جعلت كل الأشقاء العرب يعشقون مصر والمصريين، والآن نعيش عصر الفقر الفكاهى، والمؤلم أن من يدعون أنهم يقدمون لنا نوعاً من الكوميديا إنما هم مقلدون غشاشون.. شاهدوا أعمال نجوم الكوميديا زمان.. ويحاولون إضحاك الناس.. ولكننا لا نضحك لما يقدمون.. بل نضحك عليهم.. وما يقدمونه من إسفاف.
مثلاً عشنا عصر أبولمعة والفار، وملك المدبوليزم الذى ترك لنا مدرسة رائعة من فن الكوميديا، ونقصد به عبدالمنعم مدبولى، والغريب أنه عندما أبكانا ودفع الدموع إلى عيوننا بدوره الصغير فى فيلم مولد يا دنيا، وهو «الحنطرجى» الذى تسخر منه الآن أى «عربية مرشيدش»، وسيبوا الشين!! ولقد عشنا عصر الكوميديا الثنائية: فؤاد المهندس وخيرية أحمد، ولن ننسى «محمووود»، وأبولمعة والخواجة بيجو، ولا مقالب حسين الفار الفكاهية.. حتى إن الناس كانت تطلب هذه الثنائيات فى الحفلات العامة، ولذلك حاول ثلاثى أضواء المسرح «سمير والضيف وجورج» أن يقلدوا هذه الثنائيات، وإن جعلوها ثلاثية، وبذلك عرفهم الجمهور.
< هى="" إذن="" الكوميديا="" المصرية="" التى="" برعت="" دور="" المسرح="" والفرق="" الكبيرة="" فى="" تقديمها="" كفقرات="" منفردة="" بين="" فصول="" المسرحية="" أو="" الرواية..="" وزادت="" هذه="" الفرق="" الكوميدية..="" وزادت="" إبداعاتهم،="" بل="" قام="" عليهم="" فن="" التقليد..="" وكان="" الأكثر="" إبداعاً="" هنا="" هو="" المبدع="" البورسعيدى="" سيد="" الملاح="" الذى="" أبدع="" فى="" تقليد="" ملوك="" الكوميديا="" فى="" عصره،="" ولكن="" بشكل="" كاريكاتيرى،="" وأبرز="" ذلك="" عندما="" قدم="" وأبدع="" وقلد="" محمد="" عبدالمطلب="" وفريد="" الأطرش..="" وشفيق="" جلال..="" وهنا="" نجد="" الكوميديانة="" الرائعة="" لبلبة="" التى="" بدأت="" مشوارها="" الفنى="" بتقليد="" كبار="" الفنانين="" والمطربين="" من="" فايزة="" أحمد="" إلى="" فريد="" الأطرش..="" وبسبب="" ذلك-="" من="" سيد="" الملاح="" ولبلبة-="" نشبت="" معارك="" فكاهية="" رائعة="" على="" أرض="">
< وإذا="" كان="" أبرز="" الكوميديانات="" هما="" الأستاذ="" فؤاد="" المهندس="" وقبله="" ومعه="" «أستاذ="" الأساتذة»="" عبدالمنعم="" مدبولى،="" فإننا="" لا="" ننسى="" ما="" قدماه="" لإثراء="" فن="" الكوميديا..="" حتى="" إن="" من="" كبار="" فنانينا="" من="" عمد="" تقديم="" الكوميديا،="" وفى="" مقدمتهم="" يوسف="" وهبى="" ورشدى="">
ولكن برحيل كل هذا الجيل لم يعد بيننا من نجح وقدم نفسه للناس كفنان كوميدى، وهنا يبرز لنا مساوئ وجود جماعات تصنع النجوم.. وجماعات تقتل النجوم، والخاسر دائماً كان هو المشاهد المصرى، حقاً إنه عصر الضحك.. بـ«الزغزغة»!!