رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

ليس هذا رجماً بالغيب، وإنما هى قراءة واعية لموقف إثيوبيا من مفاوضاتها مع مصر والسودان حول سد النهضة والتى أعلنتها عديد من الصحف بالإشارة إلى أن  مفاوضات سد النهضة متعثرة، وهو الأمر الذى يكشف عنه العديد من الجوانب ولعل أكثرها أهمية على صعيد حديثنا ما تم الكشف عنه بخصوص ما تقدمت به إثيوبيا خلال مسيرة المفاوضات فى الفترة الأخيرة من مقترح يثير القلق ويتضمن رؤيتها لقواعد ملء وتشغيل السد.

وذلك لكونه اقتراحاً مخلاً من الناحية الفنية والقانونية ويكشف عن نيتها لإطلاق يدها فى استغلال الموارد المائية العابرة للحدود دون أى ضوابط ودون الالتفات إلى حقوق ومصالح دولتى المصب اللتين تشاركانها فى هذه الموارد المائية الدولية وتطلب منهما إثيوبيا التوقيع على ورقة غير ملزمة تقوم بموجبها دولتا المصب بالتخلى عن حقوقهما المائية والاعتراف لإثيوبيا بحق غير مشروط فى استخدام مياه النيل الأزرق بشكل أحادى وملء وتشغيل سد النهضة وفق رؤيتها المنفردة مهدرة بذلك جميع الاتفاقات والتفاهمات التى توصلت إليها الدول الثلاث خلال المفاوضات الممتدة لما يقرب من عقد كامل بما فى ذلك الاتفاقات التى خلصت إليها جولات المفاوضات  التى أجريت فى الشهور القليلة الماضية بمشاركة الولايات المتحدة والبنك الدولي

وقد حذرنا من هذا الموقف الإثيوبى الطاغى والظالم والمهدر لقواعد القانون الدولى عن الأنهار الدولية. كما أقرتها الأعراف واتفاقية الأمم المتحدة لعام ١٩٩٧ والتى عايشناها فى أقامتنا حول أنهار الراين الذى ينبع من مرتفعات سويسرا ويقطع ١٢٩٨ كيلومترًا حتى يصل لبحر الشمال ونهر الدانوب فى مسيرته الإلهية من شمال ألمانيا حتى البحر الأسود فى تركيا قاطعًا ٢٨٥٠ كيلومترًا ثم نهرنا العظيم.. نهر النيل بوقوفنا على جسر التلاقى بين النيل الأزرق والنيل الأبيض عند الخرطوم قاطعاً ٦٧٠٠ كيلومتر حتى يصل مصر بأمر الله لا بأمر إثيوبيا التى تريد أن تنفرد بالتصرف فيه بسدها الذى يرتفع لمائة وأربعين مترًا. ويحجز أمامه أكثر من ٧٤ مليار متر مكعب من المياه.

ويمثل ذلك عدوانا على حق السودان ومصر التى كفلها الله سبحانه وتعالى بقوله فى سورة الحجر (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين) - أى مانعيه عن غيركم- غير عابئة بقدر الله وحكمه الذى أجرى نهر النيل لمسافة ٦٧٠٠ كيلومتر من منابعه العالية فى قارة إفريقيا ومساره المنحدر بأمر الله حتى يصل لمصبه فى البحر الأبيض المتوسط موزعاً رزقه على الإنسان والحيوان والأراضى فى كل تلك المساحات الشاسعة التى قننتها أيضًا اتفاقية الأمم المتحدة للأنهار الدولية عام ١٩٩٧ واحترمتها كل الدول الأنهار الدولية مثل دول نهر الراين والدانوب وغيرها.

أيحسب حكام إثيوبيا أنهم أحرار فيما يفعلونه بنهر النيل أضرارًا بمصر والسودان، كما أشرنا فى مقدمة هذا المقال؟ ومقالاتنا السابقة التى حذرنا فيها إثيوبيا من خطورة الزلزال الذى يهدد سدها إذا ما احتجزت أمامه المياه كما تشاء وضد مشيئة ربنا سبحانه وتعالى وضد إرادة المجتمع الدولى عن الأنهار الدولية والمشاركة العادلة فيها لدول حوض النهر جميعا

لقد نشرنا مقالًا فى جريدة الوفد يوم ١١ يونيه ٢٠١٣ بعنوان «العوار القانونى لسد النهضة الإثيوبى» ومقالًا فى ٢٦ يوليو ٢٠١٥ بعنوان «زلزال سد إثيوبيا».. وهكذا حذرنا حكام إثيوبيا من حدوث الزلزال بسبب ارتفاع السد الإثيوبى لمائة وأربعين متراً فوق أرض زلزالية كما قال علماء الجيولوجيا وأثبتت ذلك الأقمار الصناعية وصدقته الزلازل التى حدثت فى البرازيل وتشيلى بسبب وجود فوالق أرضية تحت السدين كما هو الشأن بالنسبة لسد النهضة الإثيوبي.