رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى حياة الأمم أحداث ومعالم ترفع من شأنها أو تعيدها إلى الوراء، وقد عاش العالم عدة شهور تساوى فى عرف الجميع عقودا وليست شهورا، والعامل المشترك بين الأمم والشعوب هو هذا الفيروس اللعين الذى لم يفرق بين الأمريكى والهندى والعربى والغربى، الجميع ذاق مرارته ونال من الجميع ما نال.

ولكن هناك أمما تتجاوز الأزمة. وتخرج من الحجر الصحى إلى الحياة العملية والسياحية وتبحث لغيرها عن أدوية وتطعيمات تتصدى لهذا الوباء، وهناك أمم أخرى لازالت فى معترك المرض والألم والجهل والموت، وهذا الفارق بين هذه وتلك من وجهة نظرى يعود لعدة عوامل بعضها يتحمله المواطن والبعض الآخر يعود لأخطاء وقرارات تصدر من الحكومات

وعلى سبيل المثال لو طبقنا هذا المثال على الواقع المصرى لوجدنا أن القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الحظر وفتح دور العبادة ودور المسارح لم تأت فى الوقت المناسب، ولم تراع أمورا كثيره يعلمها المسئولون عن طبيعة الشعب المصرى وقلة الوعى الصحى لديه، فهل يعقل أن نأتى فى أشد الأوقات ضراوة وقوة لهذا الفيروس، ونترك المواطنين ينقلون العدوى إلى بعضهم البعض فى المواصلات العامة والأسواق التى فتحت أبوابها بعد تصريحات المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ظنا من المواطنين أن الأمر انتهى، وان الفيروس توقف عن إيذائهم، وعاد إلى موطنه الأصلى فى مدينة ووهان الصينية معقل الفيروس.

ولنا أن نتخيل أيضا سلوكيات الشعب المصرى فى ظل ما نحن فيه، والتى تنحدر إلى القاع يوميا فى نفس الوقت الذى تشتد فيه ضراوة الفيروس، هناك مقاهى لم تغلق بعد لكى يتم افتتاحها الآن على استحياء بواقع ٢٥% من روادها، مع العلم أن قوات الشرطة اقتحمت عددا من الشقق والوحدات السكنية تدار من الداخل كمقاهى فى بداية الأزمة التى صاحبتها قرارات الإغلاق، رفض المواطنون بالأحياء والقرى المقترحات التى وضعها البعض بالتباعد فى الأسواق، أو الالتزام بالمنازل وسيقوم الباعة بالمرور على منازلهم والبيع بنفس التسعيرة وللأسف خيالاتهم المريضة تصور لهم أن الباعة سيحصلون على أسعار أعلى ويفضلون المغامرة بأعمارهم من أجل جنيهات قليلة، أضف إلى ذلك التكتم الشديد على المرضى وعدم الإبلاغ عنهم للمساعدة، واستخدام المواصلات العامة للتنقل بذويهم المرضى دون مراعاة من يخالطهم ويصاب بالفيروس اللعين، حضور الجنازات والتعازى وليس هناك مانع من الأحضان والقبل لأهل الميت لإثبات الحضور وتأدية الواجبات، وهناك الكثير والكثير من السلوكيات الخاطئة، والتى لا يتسع المجال لذكرها، والتى ستجعل للفيروس إقامة هادئة وهانئة لسنوات فى مصرنا الغالية، التى يحاك ضدها الكثير من المؤامرات ويصعب التصدى لها، فى ظل الحالة المهلهلة للمرضى بالمستشفيات والشوارع والمنازل...أتمنى أن نترك لأبنائنا والأجيال القادمة صورة حضارية يذكروننا فيها بالخير لا أن يحملونا تبعات العثرات المستقبلية لهم ولأبنائهم من بعدهم.

حمى الله مصر وحمى شعبها وجيشها وترابها ومياهها من كل سوء.