رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

«أى مروءة نعيش فيها لما الشعب المصرى يُروّع.. إحنا نموت أحسن»، بهذه العبارة التاريخية، طمأن المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، 33 مليون مصرى نزلوا إلى الميادين يطالبون القوات المسلحة بحمايتهم من تهديدات الإخوان، ومساعدتهم على إسقاط الحكم الفاشى، وبعد نزول القوات المسلحة مع أول هتاف للملايين: يسقط حكم المرشد، اطمأن المصريون على أن ساعة تحرير الوطن من قبضة عصابة إرهابية قد حانت، وسوف يعانقون مصر التى أوحشتهم بعد أن لطخ الإخوان وجهها بالسواد، وشرعوا فى تحويلها إلى سلعة قابلة للبيع فى سوق الخيانة.

كان السيسى قد قال عبارته التاريخية بعد الخطاب المخيب للآمال الذى ألقاه مرسى العياط، رئيس الجماعة مساء 2 يوليو 2013 برفض مطالب الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتمسك بأهله وعشيرته.

وفى مساء اليوم التالى، الذى كان يوافق الأربعاء 3 يوليو 2013، كان المصريون ينتظرون بيان القوات المسلحة الذى حمل البشرى للملايين التى باتت فى ميدان التحرير، وظهر السيسى على شاشة التليفزيون يقول: إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التى استدعت دورها الوطنى واستشعرت القوات المسلحة أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم، وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها، وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسى آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة.

لم تكن القوات المسلحة عندما استجابت لمطالب الشعب لإنقاذه من حكم العصابة الإرهابية قد قامت بانقلاب على سلطة الإخوان، كما يزعم المرجفون فى الأرض، ولكن سبق تدخل القوات المسلحة جهود مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلى وإجراء مصالحة وطنية بين كل القوى السياسية، بما فيها مؤسسة الرئاسة الإخوانية، بدأت بدعوة لحوار وطنى استجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض الإخوانى، ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات حتى موعد بيان تحرير الوطن من «قبضة الفاشية الإرهابية».

لم يرفض الإخوان الحوار فقط، ولكن وجهوا تهديدات مباشرة للشعب لترويعه ومارسوا ضغوطاً بالغة، وإساءات خطيرة لمؤسسات الدولة لإجبارها على الانصياع لمطالبهم غير القانونية واكتشفت القيادة العامة للقوات المسلحة أن الأمل المعقود على التوصل لوفاق وطنى يضع خارطة المستقبل ويوفر الاستقرار للشعب قد تبخر بسبب تعنت الإخوان، كما تأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة أن خطاب مرسى قبل انتهاء مهلة الـ24 ساعة للوصول إلى توافق عام لا يلبى مطالب الشعب، وأمام كل ذلك قررت القوات المسلحة القيام بمسئوليتها الوطنية والتاريخية بعد التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب، وتم الاتفاق على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك مكونة من عدة نقاط، وتشمل تعطيل الدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات، بالإضافة إلى تشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور.

وبعد خطاب السيسى، احتفل المصريون فى جميع ميادين المحافظات بسقوط حكم الإخوان، وبدأت مرحلة جديدة تؤسس لدولة قوية لكل المصريين، وبعد 7 سنوات أصبحت مصر أم الدنيا وقد الدنيا بعد انتخاب رئيس أقسم على حمايتها من كل اللئام الذين خططوا لتحويلها إلى فريسة وتجاهلوا أن هناك أبطال?ا يفتدونها بأرواحهم، وشعب?ا يلتف حول قيادته السياسية عرفان?ا بالإنجازات التى تحققت بعد ثورة الثلاثين من يونيه، ونقلت الوطن إلى خانة الشرف، بعد إزالة آثار العار التى طفحت على جلد المحروسة خلال عام حكم الجماعة الخائنة. فعل?ا كما قال السيسى: «محدش هيقدر على مصر طول ما شعبها كتلة واحدة».

تحيا مصر وعاش شعبها وقيادتها