عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أوراق مسافرة

 

كان هذا الأب يحب الإنجاب كثيراً، ويرى فى الأولاد عزوة، حتى تفلت الأمر من يده، وصار لديه أولاد لا يعرف أسماءهم لكثرتهم، رغم ذلك لم يكن أباً صالحاً، كان أنانياً، مشغولاً بنفسه، بمتعه، يكنز تلالاً من الأموال، يبخل بها على كل أولاده إلا قليلاً منهم جداً، وتركهم يرعون فى الأرض، فلم يهتم بصحتهم، ولا تعليمهم، ولا تثقيفهم، تركهم يتصارعون فيما بينهم على كسب لقمة العيش، والفهلوى الألعوبان.. يكسب، المحترم الذى يخاف ربه.. يخسر وتدهسه الأقدام المتنافسة المتصارعة على الفوز بالثروات ولو كانت ملوثة بالفساد، وعلى جثث إخواته، بات الأولاد يأكل بعضهم بعضاً، وخيرات الأرض التى يعيشون عليها تنهب وتسلب لصالح الأب ونفر من أبنائه المقربين، فقرر الأولاد المنبوذون منه الثورة ضده، ويا روح ما بعدك روح.

الأم الصابرة التى لم يكن بيدها حيلة مع الأب الجاحد لأولاده، والحزينة لتجريفه أغلبهم من كل القيم، ثارت هى الأخرى، إنهم أولادها، وعليها إنقاذهم، فليرحل الأنانى الجاحد، ويأتى هذا الأب الجديد، وقف الأب الجديد الذى كان يحب الأم منذ أزمنة فى صمت، ويغلى غضباً لحال الأولاد وما آل اليه الحال، وقف حائراً بينهم، وقد تكاثروا وتناسلوا وتضخمت مطالبهم، من أين يأتى لهم بكل ما يحتاجونه، وكيف يصلح ما أفسده من سبقه على مدى ثلاثة عقود، هل يصلح فساد الأولاد الذين تربى أغلبهم على الفهلوة والتنبلة وأكل الحرام من رشوة واستغلال نفوذ واللعب بالبيضة والحجر، أم يبحث عن موارد أموال ليأكلوا ويشربوا ويتزوجوا ويسعدوا، أم يصلح لهم حال الأرض التى باتت منهوبة ثرواتها، والخراب يعشش فى أرجائها، حتى يجدوا أعمالاً، ويتكسبوا حلالاً.. فقط عليهم أن يصبروا.. أم.. أم..؟

فى الواقع هذا الأب مع كل حكمته وقوته، وحبه الشديد للأم وللأولاد، تمنى لو يمتلك عصا موسى، أو مصباح علاء الدين السحرى، فالتركة صعبة، والأولاد لا يرحمون، والفساد أتى على الأخضر واليابس، وتغلغل للأعماق، من أين سيوفى بكل هذا، إذ عليه أن يعمل فى كل اتجاه فى نفس الوقت كالساحر بره وجوه، عليه أن يعيد إصلاح الأرض ويخلق فرص عمل، عليه أن يقترض من الخارج ليسد احتياجات مالية ضرورية للإصلاح والبناء، عليه أن يحارب فساد الأولاد ويعيد تقويمهم، وعليه أن يوفر لهم المأكل والمشرب والدواء والتعليم وكل متطلبات الحياة.

هذا هو الأب «عبدالفتاح السيسى» ببساطة شديدة، وأردت أن أرويها كقصة أطفال عسى أن يفهم أبطال الفيسبوك، والرئيس «الفيسبوكى» للشعب الافتراضى، ممن ليس وراءهم شغلة ولا مشغلة سوى انتقاد الأداء، وإشعال الفتن، وتجريد النجاح والجهد الذى بذله الرئيس منذ 30 يونيه 2013 حتى الآن، منذ أن أطلق نداءه للشعب بأن يمنحه التفويض لمحاربة الإرهاب الأسود الذى حاصرنا بوحشية، وقض مضاجعنا، وسرق أمننا وهدد حياتنا، وحاول هدم كل بناء ومكتسبات.

رئيس جمهورية نفسه القابع وراء الإنترنت، وقد مدد ساقيه كتنابلة السلطان، بطنه منفوخ بالمسليات والمشروبات الغازية، جلس ليؤلف حلولاً افتراضية رائعة وخيالية لمشاكل مصر كأنه يتحدث عن شعب افتراضى أو كرتونى، وهو نفسه فاشل فى تربية ثلاثة أو أربعة أولاد من صلبه، منهم مأجورون بالطبع ككتائب أعداء الوطن فى الداخل والخارج، يقبضون ثمن خيانة الوطن لهدم وتشويه مكتسباته، ومنهم جاهلون غافلون، يرددون ما يقال كالببغاوات متقمصين دور أبطال المعارضة، ومنهم من يعارض للمعارضة، على أمل أن يقبض عليه ويسجن، فيشتهر كبطل سياسى «والله هناك صحفيون وإعلاميون على هذه الشاكلة».

سيدى الرئيس، كمواطنة بسيطة، تعيش الواقع على أرض الوطن، عاصرت ثورتى 25 يناير و30 يونيه وما قبلهما، أقول لك بلا نفاق أو رياء «برافو»، بوركت فيما أنجزت ولن أعدده، أنت بطل بكل المقاييس الوطنية، غزلت لمصر حياة جديدة من عدم، ولكن لا يزال أمامك الكثير سيدى الذى يحتاج إلى نفس الإصرار والحسم، فى مقدمته القضاء على فساد المحليات، ومواصلة محاربة الفساد الإدارى على مختلف المستويات، والفساد بكل درجاته.. وللحديث بقية

[email protected]