رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

يرحم الله الأمير طلال بن عبدالعزيز، الذى عاش إلى السنة قبل الماضية، يتمنى أن يرى الإنسان العربى فى موقع أفضل مما هو عليه فى كل عاصمة عربية!

وهو لم يكن يتمنى ذلك وفقط، ولكنه كان يعرف أنه مدعو إلى ترجمة أمنياته إلى واقع عملى على أرض العرب، فكان يتجه إلى ذلك من أقصر طريق.. وتجسدت الترجمة العملية للأمانى لدى الرجل فى عدة كيانات بادر بإنشائها.. تجسدت فى الجامعة العربية المفتوحة، وفى مركز الكوثر الذى يتبنى قضايا المرأة، وفى المجلس العربى للطفولة والتنمية، وفى برنامج الخليج العربى للتنمية، الشهير ببرنامج «أجفند» الذى يمارس دوراً إنسانياً فى المنطقة وحول العالم!

ومن بعده جاء الأمير عبدالعزيز بن طلال يستكمل المسيرة.. وفى ١٢ يونيه وقف يدعو كل حكومة عربية، ومعها كل مؤسسة جادة من مؤسسات المجتمع المدنى، إلى وضع قضية الطفل العربى على رأس أولويات عملها، لأن عواقب فيروس كورونا إذا كانت ستترك آثارها على كل مستوى من حياة الناس، فسوف تكون آثارها على مستوى الطفل العربى أكثر.. فالأسرة العربية التى كانت ترسل أطفالها للعمل تحت ضغط الحاجة قبل كورونا، سوف تجد الضغط نفسه مضاعفاً بعد كورونا!!.. فيا له من سوء حظ يجد الكثيرون من الأطفال العرب أنهم على موعد معه حين تتبدد أجواء هذا الوباء!

أما لماذا ١٢ يونيه، فلأنه اليوم الذى اختارته الأمم المتحدة من كل عام، ليكون يوماً للطفل فى أنحاء الأرض.. إنه اليوم الذى على كل حكومة عربية أن تتذكر فيه أن هناك ١٥ مليون طفل عربى يعملون، وأن هذا وضع يجب ألا يدوم وألا يستمر!

كان الأمير عبدالعزيز يخاطب الحكومات العربية ومؤسسات المجتمع المدنى، بوصفه رئيساً للمجلس العربى للطفولة والتنمية من بعد والده.. وهذا المجلس الذى يتخذ من القاهرة مقراً لممارسة مهامه، كان فى العام الماضى قد أجرى دراسة عن عمالة الأطفال العرب بالاشتراك مع جامعة الدول العربية، ومنظمة العمل العربية، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الشهيرة بالفاو!

وكانت القمة الاقتصادية العربية التى انعقدت فى بيروت يناير ٢٠١٩ قد اعتمدت الدراسة، لتصبح من بعدها وثيقة استرشادية تستطيع كل عاصمة عربية أن تتكئ عليها، وهى تتابع قضية عمالة الأطفال على أرضها، وتسعى إلى أن تضع لها الحلول العملية والممكنة!

عمل الطفل يحرمه من كرامته ومن إنسانيته، ويوقف نموه العقلى قبل البدنى، ويقف فى طريق رغبته فى أن ينتظم فى مقاعد الدراسة.. وهذا كله يخصمه من مجمل الجسد العربى الحى، ويحوله إلى عبء على نفسه، وعلى بلده، ثم على وطنه العربى الأكبر!

المهمة التى وضعها المجلس العربى للطفولة والتنمية على كاهله، من أجل طفولة عربية حية وطبيعية، هى فرض عين على كل جهة معنية بالطفل فى كل بلد عربى، وليست فرض كفاية يقوم بها المجلس وحده، فتمتنع على سواه!