رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

عندما غادر "صفوت الشريف "، أمين عام الحزب الوطنى المنحل، منصبه كوزير للإعلام بعد سنوات طويلة قاربت الربع قرن من الزمان، وفور انتشار الخبر عبر موظفون بالتليفزيون عن فرحتهم بتوزيع " الشربات "، وعندما سأل أحدهم صفوت الشريف عن رأيه وتوصيفه للحدث، علق بجملة واحدة أظنها لها العديد من الدلالات، إذ قال: " أخلاق موظفين " ! وكأنه بهذا قد رد الإهانة التي تشير إلى أنهم لم يشعروا في زمانه ما يستحق أن يعرب أكثر من 40 ألف موظف في ذلك المبنى الضخم عن مشاعر الوفاء لوزيرهم !!

وقد نتفق أو نختلف على شخص " الشريف " ــ وبغض النظر عن أدواره السياسية السلبية عبر فترة توليه أمانة حزب الحكومة ومجلس شورى الحكومة أيضًا، إلا أن دوره الريادي بحق في تطوير أداء الإذاعة والتليفزيون أمر لا يمكن أن ينكره جاحد.. إنشاء قنوات محلية تمثل أقاليم مصر المحروسة، إنشاء قنوات متخصصة، الاهتمام بتفعيل إدارات وأجهزة الإنتاج البرامجي والدرامي والغنائي، ودخول نادي الفضاء والأقمار الصناعية، وإنشاء الصرح الضخم لمدينة الإنتاج الإعلامي وغيرها الكثير من القرارات  والإنجازات المتعلقة بتدريب الكوادر العربية والأفريقية..

ومع ذلك وفي زمن " الشريف " أصابتني حالة من الاكتئاب والكدر لحوار أداره برنامج " البيت بيتك " مع رجل الأعمال والمليونير العربي الشهير صاحب أشهر مجموعة من القنوات الفضائية العربية والذي ركز في حديثه على موضوع التحايل على فك شفرة قنواته غير المفتوحة عبر شركات وأفراد على أرض مصر بشكل غير قانوني وظل يكرر أنها سرقة واعتداء على الملكية الفكرية، وعندما حاول محاوره " المصري " التخفيف من المسألة مؤكداً أن ذلك يتم فقط في الأحياء الفقيرة والعشوائية يقاطعه في حدة أن السرقة امتدت حتى لكل الأحياء الراقية.. وعليه سألت في حينها الإعلام المباركي :

عندما يحدثنا الشيخ صاحب تلك القنوات المشفرة عن حقوق الملكية الفكرية، ألا يرى أن كل المواد الإعلامية والدرامية التي يقدمها عبر شاشاته هي إبداع مصري في معظمها اشتراها في حالة عجز ثقافي ومادي ليعيد بثها بدلاً من أن تقدمها قنوات بلد المنشأ والإبداع وتم إبداعها يوم كان العرب من الخليج إلى المحيط لا يعرفون من أمر الإبداع السينمائي والتليفزيوني والإعلامي شيئاً ؟!..

لقد بعنا ـ للأسف ـ في العصر المباركي جانبا كبيرا من تراثنا الفيلمي والإعلامي الذي يشكل تاريخنا الإبداعي ويمثل جانباً هاماً من ذاكرة الأمة ليأتي اليوم الذي يقوم غيرنا بتشفيره وحرمان غلابة شعبنا ـ وهم الأغلبية ـ من المتعة الوحيدة التي تسعد الفقير الأمي حتى وصل الأمر إلى حرمان الناس من متابعة مباريات فرق بلاده على شاشة تليفزيون بلاده في تلك الفترة.. وكانت النتيجة بعد ما " باع عواد أرضه " أن تعيش القنوات المصرية على مواد فيلمية ودرامية محدودة يتم تكرار بثها بشكل سخيف وممل بينما نرى على الفضائيات المشفرة حالة ثراء هائلة.. فإذا كان شيخنا يحدثنا عن حقوق الملكية الفكرية فأود أن أسأله هل يستحق الشعب المصري صاحب الفضل بإبداعاته التي أثرى على حسابها تجار الفضائيات منك هذه الإهانة ؟!

[email protected]