رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قد يتصور البعض أن فال ترامب الحسن قد ذهب عنه الى غير راجعة فى جعبة أحداث 2020 وعلى رأسها جائحة كوفيد 19 وأثرها المدمرة عليه؛ ولكن من يفكر كذلك عليه تذكر ماحدث مع الرئيس بوش الأابن فى الولاية الثانية له؛ وفوزه بالانتخابات بعد 18 شهراً متتالية من الأخبار السيئة ؛فعلى الرغم من كل ما حدث؛ حاولت إدارة بوش إعادة الدفة لصالحه، ولم يستسلم بوش الذى كان فشله فى العراق؛ ورغم أن الاعداد الكبيرة من القتلى الأمريكيين هناك كانت بمثابة المسمار فى نعش ولايته الجديدة؛ ولكنه قام بتطوير نظريات جديدة للقضية لإنقاذ وضعه السيئ للغاية ؛ أو على الأقل التقليل منه.

وفى الواقع أن الدرس المستفاد من تلك التجربة هى أن الأمريكان يرون أن المناقشات حول الماضى هى لعبة سياسية عادلة، لكنها نادراً ما تكون حاسمة فى منتصف الأزمة، إذ يرغب الأمريكيون فى معرفة الخطط التى تمضى قدماً، وليس الكثير من الأخطاء التى ارتكبت بالفعل. لذلك فشل جون كيرى لأنه ركز على   أخطاء بوش فى العراق؛ بينما قام بوش بالنظر للمستقبل وبحلول يوم الانتخابات، كان كيرى قد تشوهت صورته إذ أثار فريق بوش الشكوك حول مهارات كيرى القيادية وقدرته على أخذ العراق فى اتجاه أفضل عام 2005؛ بينما بوش أعاد تدفق البترول فى العراق وأعاد الكهرباء الى ما كانت عليه قبل الغزو. فهل ينتبه فريق بايدن فى عام 2020؛ لما حدث فى 2004 ؛ولا يعتمد على أن الحظ لا يحالف الرئيس الأمريكى منذ بداية عام 2020، بداية من اجتياح فيروس كورونا بلاده لتحتل المرتبة الأولى فى لائحة المصابين وضحايا الفيروس، بإصابة أكثر من مليونى حالة، وأكثر من 120 ألف وفاة؛ مع تلقى ترامب موجة انتقادات واسعة حول تعامله مع هذه الأزمة، خاصة مع طرحه تناول عقار هيدروكسى كلوروكين كإجراء وقائى ضد الإصابة بفيروس كورونا، الذى لاقى جدلاً واسعاً من الشعب وخبراء صحة. بالإضافة إلى الأرقام المرتفعة التى سجلتها وزارة العمل الأمريكية للعاطلين عن العمل، وانخفاض تاريخى لأسعار النفط الأمريكي، إذ انخفض سعرالبترول الخام الأمريكى لأقل من صفر دولار للبرميل، وهو مستوى متدن جداً لم يشهد التاريح له مثيلاً.

 وقد أدّى ذلك إلى إفلاس العديد من شركات النفط. إلى جانب أن أرباح البنوك الأمريكية شهدت انخفاضاً. والأكثر خطورة الاحتجاجات العارمة التى شاهدتها أمريكا فى شوارعها، ضد العنصرية التى يتلقاها المواطنون الأمريكيون الأفارقة منذ عقود ؛ بالطبع تلك الأشياء تؤثر على حظوظ ترامب فى الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة المقرر اجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من العام الحالي؛ وكسر شوكته الانتخابية بشكل كبير؛فى ظل أن استطلاعات الرأى فى أمريكا عامة منحت فى الأيام الأخيرة المرشح للرئاسة الأمريكية جو بايدن تقدماً على المستوى الوطني؛ بل إن بايدن يمكن أن يفوز بـ86% من المجمع الانتخابي؛ وهو سبب فوز بوش رغم اعلان فوز ال جور ؛ فالمجمع الانتخابى هو هيئة من المسئولين، أو "الناخبين"، يمثلون كل ولاية، وتشكل تلك الهيئات الانتخابية كل أربع سنوات، لاختيار رئيس الولايات المتحدة ونائب الرئيس. ومع ذلك أمل "الجمهوريون" يتركز فى أن ترامب قد يتجاوز أزمته فى الانتخابات، ويفوز بها فى آخر لحظاتها كما حصل فى الدورة السابقة مع منافسته هيلارى كلينتون؛ وهم بذلك لايسيرون ضد التيار؛ فرغم أنه من المستبعد أن تتحسن معدلات قبول ترامب قبل الانتخابات إلا بفارق بسيط.

 ولكن من المعروف أن ما ينشر عن هذه المعدلات لا يعكس السلوك الحقيقى للناخبين، ولا يرتبط بخيارهم التصويتى بشكل قوي.  والطريف أن ترامب يتعامل على قاعدة أن تلك التداعيات داعمة لفوزه فى الانتخابات، بينما بايدن يحاول استغلال الهفوات التى باتت شبه يومية من قبل الرئيس الأمريكي. وخاصة أن فوز مرشح بالانتخابات العامة لا تعتمد على عدد الأصوات التى يحصل عليها كل مرشح بل كم قلنا من قبل على "المجمع الانتخابي"، بحسب ما نص عليه الدستور، ومجموعة قوانين اتحادية وقوانين محلية فى كل ولاية؛ والفوز بسباق البيت الأبيض يحرزه من يحصل على 270 صوتا من بين 538، هم "المجمع الانتخابي"  وبالتالى فهناك أهمية لبعض الولايات دون غيرها بالنسبة للمرشحين، لأن الولايات التى تتمتع بعدد كبير من السكان، لها عدد أكبر من أصوات الممثلين لها؛ وربما يكون أمل ترامب فى تلك الولايات.