رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عندما شرعت فى كتابة هذا المقال فكرت ان انأى عن الأخبار التى تثير، فى النفس القلق والخوف و الحزن، قررت ذلك لأنى أؤمن بأن كل واحد منا لديه كم من الاكتئاب يكفيه لأعوام قادمة.

نفس عميق.. تركيز حاد.. نظرة ثاقبة.. ومتابعة عن جد.. فى رحلة بحث عن خبر سعيد يشرح الصدر ويسعد الروح.. فما وجدت سوى مئات الأمهات تحاصر وتلتف حول لجان الثانوية العامة، أنفاسهن تتبادل واجسادهن تتلاحم وتتلاصق ودقات قلوبهن تسارع الزمن خوفا على أبنائهن من الامتحان وكورونا، فانتابتنى الحيرة هل أتعاطف معهن لأن قلب الأم له وضع خاص جدا، ام لا تأخذنى بهن شفقة فى مشهد كارثى ينم على عدم الوعى واللامبالاة التى حتما سينجم عنة ارتفاع حالات الإصابة لأضعاف الاضعاف الشهر المقبل.

 فى طريقى اصطدمت بتعنت الموقف الإثيوبى وإصراره على فشل جميع المفاوضات حول سد النهضة، التى حتما ستنتهى بانتصار مصر سواء بتتدخل مجلس الأمن أم لا، فالذى منحنا حق الحياة قادر على أن يحافظ عليها، ولا يمكن لبشر على وجه الأرض أن يسلبها،، ستنتصر ام الدنيا بجيشها وشعبها ورئيسها، سننتصر سواء بدأنا بحماية الشقيقة ليبيا ام بمواجهة اثيوبيا.

. لم استسلم.. أمعنت النظر حولى منادية عليها "اى فرحة اى سعادة يا ولاد الحلال " ولكن جاءتنى الأخبار تسعى على غير استحياء، مرة فى القبض على الصيدلى الذى زعم اكتشاف علاج كورونا بأعشاب وضعها فى "كيس"، وقام ببيعها للمواطنين الكيس بـ"500 جنيه"، مؤكدا أنه عكف لمدة عام وثمانية أشهر على إعداد هذا العلاج، اى قبل ظهور كورونا فى العالم كله (!)

وتارة أخرى فى كم الانحطاط والتدنى الأخلاقى من فيديوهات تبث عبر قناة اليوتيوب، لفتيات وسيدات اتخذن من منصاتهن الاجتماعية ملاذا لانتهاك الحرمات واعتداء صريح على مبادئ الأسرة المصرية، والكارثة أن تلك القنوات والمواقع مفتوحة لكافة الأعمار. بات اليأس يلاحقني، و الكآبة تطاردنى بجريمة هزت مشاعر مصر مقتل ايمان الزوجة العشرينية على يد عامل دفعه زوجها لقتلها واغتصابها لتشويه سمعتها والتخلص منها رغبة فى الزواج من أخرى، تاركة طفلة رضيع لا ذنب له.

فى نهاية الرحلة قررت أن أغمض عينى برهة كى استريح من عناء البحث.. فرحت فى سبات عميق رأيت فيما يرى النائم، العام الدراسى القادم فى ثوبه الجديد، الطلاب يذهبون الى المدارس يومين فقط والاستعانة بالتعليم أون لاين خلال باقى أيام الأسبوع، والطلاب كانوا مزقططين وفرحانين وأهاليهم على المصاريف متحسرين والمدرسين حائرين وكل المسؤولين مطنشين.

 ثم رأيت عودة الحياة فى مصر الى طبيعتها، وصعود أرواح ملايين الى بارئها، اعتقادا أن الفيروس راح وانقضي!! صحيت من نومى مستعيذة بالله من الشيطان الرجيم. وأنا أعترف : حاولت الهروب من الكتابة عن الوباء اللعين.. اجتهدت أن لا أنقل لكم سيل الأخبار المزعجة والمفجعة التى يعج بها الفيس بوك من حالات إصابة وأخرى وفاة،.. بذلت قصارى جهدى أن نبعد سويا عن كل ما يحيط بنا من أخبار محزنة أو حوادث مؤسفة أو التفكير فيما هو قادم، إلا أننى عجزت.. ولكن على وعد أن اتحرى لكم السعادة والبهجة والأمل فى المقال القادم.

[email protected]