عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

> استمر الوفد وظل باقيًا حزبًا كبيرًا وقويًا، لأنه كان منذ يوم إنشائه الأول قبل مائة عام ويزيد، يقف على عدة أعمدة، تسنده، وتصعد به إلى القمة وقت المجد، وتحفظه، ليتكىء عليها وقت العواصف والصعوبات!! هذه العناصر هى المواطن المصرى الوفدى الأصيل، والشاب المنتمى الذى لايعرف سوى الوفد منهجًا، والمرأة الوفدية التى تسهم فى أنشطة حزبها بوقتها الذى تقتطعه من يومها المزدحم، والوفدى الذى اعتاد على تلبية طلبات حزبه المادية والفكرية والتنظيمية ويتعرض لأية مخاطر لحماية حزبه، ولكنه لا ينتظر مقابل التضحية!

> إذن.. أول عناصر المساندة هو «الوفدى الأصيل» الذى دفع عمره، ويستقطع من أمواله، ووقته، وجهده ثمنًا لبقاء حزبه على قيد الحياة، فالوفدى ليست صفةً يتم اكتسابها عن طريق إجراءات إدارية، ولكنها مواقف يتم تقييمها عبر سنوات طويلة يتعرض فيها لمراقبة الكتلة الصلبة من الوفديين المنتشرة فى ربوع مصر، وعملية تقييمه لا يمكن أن تخضع لبروتوكول دعاية، ولا يمكن أن تنجح أية عملية إقناع فى صبغ صفة «الوفدى الأصيل» على أى شخص، لا يدفع الثمن سنين طويلة من التضحية، أو أى عضو يسعى لدفع الثمن بشرط الحصول على مقابل، فالوفد حكاية طويلة من الكفاح، والنضال السياسى، والتضحية المستمرة، وجامعة وطنية يكفى المنتمين إليها شرف الحصول على صفة الوفدى!

> عندى حكايات كثيرة فى إطار سرد قصص التضحية المتواصلة للوفديين، إخلاصًا للوفد وزعمائه، وقياداته، تعالوا نستعرضها..

> الزعيم مصطفى النحاس، تعرض فى نهاية حياته لمواقف صعبة جدًا، وكان الرجل لا يجد ثمن الدواء أحيانًا، ورغم أنه لم يعد رئيسًا للوفد، ولا رئيسًا للوزراء، كان الوفديون المخلصون يتابعونه، ويحاولون تلبية احتياجاته الحياتية، رغم أنهم أنفسهم تعرضوا للتنكيل، ومصادرة أملاكهم، ويحكى أن النحاس، قبل وفاته بعدة أشهر، تعرض للطرد من منزله، لأنه غير قادر على دفع الإيجار، نعم الزعيم مصطفى النحاس ورئيس الوزراء لعدة مرات، لم يكن يمتلك منزلًا وكان يعيش فى منزل بالإيجار، وعندما تلقى إنذارًا بالطرد من أصحاب المنزل، قام بالاتصال بالأستاذ عبدالعال محمد عبدالعال المحامى (والد أيمن عبدالعال نائب رئيس الوفد السابق) وقال له عبر الهاتف: ياعبدالعال أنا جاللى إنذار بالطرد ياريت تروح لصاحبة البيت وتستسمحها تدينى فرصة للسداد! طبعًا الأستاذ عبدالعال قام بالاتصال بالوفديين المخلصين، الذين يواجهون صعوبات الحياة بسبب التضييق عليهم فى أعمالهم، وقاموا بتجميع ما يكفى لسداد قيمة الإيجار المتأخر، وتعهدوا بسداد قيمته فيما بعد، والغريب أن هذه الحكاية لم يستعرضها أحد فى حياة النحاس، ولا حتى أثناء حياة من ساعدوه، ولكن تم تداولها بعد وفاتهم جميعًا، لأنهم كانوا مخلصين لرئيس الوفد وزعيمه بدون مقابل!

> عقب عودة الوفد الثانية عام 1983 التقى فؤاد سراج الدين بالوفديين القدامى، أو أبناء العائلات الوفدية التى لم يعد كبارها على قيد الحياة، وقال لهم إن الحزب يحتاج إلى مقر لتنفيذ أعماله اليومية، كما أن الصحيفة التى تقرر إصدارها تحتاج إلى تكاليف، وكانت اجتماعات الحزب تُعقد حينها فى منزل فؤاد سراج الدين، والإعداد للصحيفة يجرى فى مكتب الأستاذ عدلى المولد المنتج السينمائى الوفدى الراحل، وعندما طرح فؤاد سراج الدين الأمر على الوفديين، واجه سيلًا من التبرعات والمساهمات غير المسبوقة، وفى أحد الأيام فوجئ بأحد الوفديين، وهو لم يكن ميسور الحال، يأتى إليه فى منزله، وفى يده منديلًا قماشيًا وداخله محتوى غير واضح، ووضعه أمام سراج الدين، فسأله زعيم الوفد: إيه ده؟ فقال له الوفدى المخلص: ده دهب مراتى ياباشا عايز أساهم به فى تكاليف المقر! تأثر فؤاد سراج الدين بموقف «الوفدى المخلص» وشكره، ورفض الحصول على ذهب زوجته، وادعى فؤاد سراج الدين، على غير الحقيقة، أن ثمن المقر تم استكماله، حتى يستعيد الرجل ذهب زوجته!

> بمناسبة عودة الوفد الثانية للحياة السياسية عندى حكاية أخرى.. يوجد فى بورسعيد شارع يسمى «شارع نبيه» ولكن البورسعيدية يطلقون عليه اسم «شارع الوفد» نعم.. شعبيًا يحمل الشارع اسم الوفد بسبب قصة طريفة.. فى عام 1983 حصل حزب الوفد على حكم قضائى بعودته للحياة السياسية، وإلغاء قرار الجهة الإدارية بمنع العودة، وكان يومًا تاريخيًا للوفديين، فقد تواصلوا عبر الهواتف الأرضية، ليهنئوا أنفسهم بالعودة، ولكن فى شارع نبيه ببورسعيد كان يوجد «وفدى أصيل» اسمه أحمد شحاتة (والد جمال شحاتة أمين الصندوق المساعد لحزب الوفد الآن) وكان يمتلك محلًا تجاريًا فى الشارع، ولكنه لم يكتف بالسعادة لعودة الوفد، فقرر كتابة لافتات قماشية، مرحبًا فيها بعودة حزب الوفد، ووضع اللافتات فى مداخل الشارع ومخارجه وأمام محله التجارى، وكانت موقعة باسمه جهارًا نهارًا فى زمن كان المُعارض فيه يتعرض للتنكيل والمتاعب. ورغم علمه بهذه المتاعب فإنه قرر الإعلان عن عودة الوفد فى شوارع بورسعيد، ليطلق الناس على الشارع الذى يوجد فيه محل أحمد شحاتة إسم «شارع الوفد».. بالمناسبة هذا الرجل لم ينتظر أية مكاسب تنظيمية فى الوفد عبر تاريخه.

> الخلاصة.. أن الوفديين عظماء بمواقفهم.. بتضحياتهم.. وبالثمن الذى دفعوه وسيواصلون تقديمه لمائة عام أخرى.

[email protected]