الدولة المصرية تواجه حزمة تحديات فى وقت واحد.. أهمها أربعة تحديات خطيرة.. الموقف من الأزمة الليبية.. وقد حدده الرئيس عبدالفتاح السيسى بقوة ووضوح.. مؤكدًا أن الجيش المصرى من أقوى الجيوش فى المنطقة ولكنه يحمى ولا يهدد.. وقادر على الدفاع عن أمننا القومى.. وأن تدخل مصر المباشر لحل الأزمة الليبية باتت تتوفر له الشرعية الدولية.. وأن تجاوز سرت والجفرة خط أحمر.
والتحدى الثانى..هو سد النهضة الإثيوبى.. وأيضًا الموقف المصرى واضح فى حل أزمة السد بالمفاوضات السياسية رغم التعنت الواضح للجانب الإثيوبى.. والتحدى الثالث هو مكافحة فيروس كورونا اللعين ومنع انتشاره.. أم التحدى الرابع فهو امتحانات الثانوية العامة التى بدأت ويبلغ عدد طلابها حوالى 667 ألف طالب موزعين على حوالى 56 ألف لجنة فى مختلف محافظات مصر.. يتم تطهيرها وتعقيمها يوميًا كما يتم تزويد الطلبة بكمامات وكافة وسائل الوقاية من الوباء اللعين.. فالعملية التنظيمية ضخمة وتمثل عبئًا ثقيلًا على وزارة التعليم.. ورجال الشرطة المنتشرين أمام اللجان للحماية والتأمين.. ليس فقط تأمين الطلاب واللجان وإنما أيضًا أولياء أمور الطلاب الذين اكتظوا وتكدسوا أمام اللجان فى مشهد غريب رغم وباء كورونا وبصورة ضارة مؤذية..
فى الحقيقة زحام الآباء والأمهات أمام اللجان يمثل خطرًا جسيمًا لأن بعضهم لا يرتدون كمامات.. ولا يلتزمون بالتباعد الاجتماعى.. وكأنهم يلقون بأنفسهم إلى التهلكة.. والانتحار الجماعى ونقل العدوى.
إنه مشهد يثير غضب العقلاء.. وحزن أى مواطن طبيعى يحرص على صحة الناس وأرواح البشر.. إنه زحام ضار فقط. لماذا يذهب أولياء الأمور إلى اللجان.. رغم أن الطالب هو الذى يؤدى الامتحان وليس الأب أو الأم..؟! إن مشهد الزحام الغريب والشاذ أمام لجان امتحانات الثانوية العامة.. لايراه المرء إلا فى مصر.. ماذا يفيد تواجد أولياء الأمور أمام اللجان؟
بالطبع لا فائدة.. بل إضرار فقط.. ووسيلة لنقل الفيروس وانتشاره إذا تواجد لا قدر الله إنسان أصيب بكورونا ولا تظهر عليه أعراض المرض.
بصراحة جهود الدولة جبارة وضخمة لإتمام الامتحانات فى موعدها مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية لحماية الطلاب.. فلماذا نضيف أعباء أخرى. بتوجه أولياء الأمور وتكدسهم أمام اللجان؟ هذا الزحام والتكدس لأولياء الأمور أمام اللجان أثار غضب واستياء الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم الذى أعلن عن أنه سيضطر للجوء لوزارة الداخلية لمنع تواجد أولياء الأمور وزحامهم أمام اللجان حرصًا على صحتهم وسلامة الطلاب.
أتمنى أن تختفى ظاهرة تواجد الآباء والأمهات أمام اللجان.. لأنها تضر ولا تفيد.