ع الطاير
هناك تاريخ ما قبل الميلاد ق. م وتاريخ بعد الميلاد ولكن بظهور فيروس كورونا اللعين وما فرضه علينا من عجائب الأمور قد يؤرخ للأحداث والحضارات فيما بعد بأن هذا قبل كورونا وذاك بعد كورونا والمؤكد أن الدنيا تغيرت بالفعل وسيستمر التغير بسرعة البرق حاجة كده زى بتوع السيما السنين تعدى فى لقطة واحدة يعنى سيادتك كنت تصحى الصبح تقول للمدام أنا رايح الشغل وتروح زى ما إنت عاوز بقى إنما بعد الكورونا لازم تدور على حجة تانية تنزل بها من البيت.
لأنه ببساطة كده بقى فى حاجة اسمها الحياة الرقمية اللى هى يعنى باختصار تخليك تعمل كل حاجة فى البيت من غير خروج ومن غير مواعيد باستخدام الحلول التكنولوجية وثورة الاتصالات والإنترنت.
يعنى الشغل اللى كان يمشى من داخل المكاتب بمقار المؤسسات والشركات والهيئات سواء الحكومية أو الخاصة بقى ينفع يتعمل من البيت من خلال الموبايل أو اللاب توب أو التابليت أو الكمبيوتر ومفيش داعى للزحمة الكدابة.
ولا يخفى عليكم إنه بالفعل هناك شركات انترناشونال عالمية يعنى نفذت الكلام ده فعلًا وإن شركات فى مصر عملت كده ونجحت دون أن تتعرض لأى تقلبات وهو ما يفرض التساؤل طيب ماهو ينفع نشتغل فى البيت أهو أمال ليه بقى الزحمة والتكاليف دى كلها وبعدين هل من الأفضل الاستثمار فى الإنشاءات والمبانى ولا الاستثمار فى البشر وتنمية مهارات الناس التكنولوجية.
أظن إنك تتفق معى الآن إن الصورة التقليدية القديمة للعمل من المكاتب لن تعود إلى ما كانت عليه بعد الكورونا، وستصبح هذه الصورة شيئا من الماضى يفجر السخرية لدى الأجيال القادمة التى تعرف قيمة العمل عن بعد، بالطبع لن يحدث ذلك فورًا ولا حتى السنة الجاية إنما حيحصل لازم قريبًا جدًا.
وقبل أن أختم كلامى لازم أفكرك إن التغيير ده كان لازم يحصل سواء ظهرت كورونا أو لأ لأن ده التطور الطبيعى ولكن ظهور كورونا وما فرضه من حظر وتباعد وكده عجل بالتحول الرقمى والتعامل الإلكترونى وأهم حاجة إنك ممكن تقضى مشاويرك من البيت وتخلص كل مصالحك وتستخرج أوراقك وتصاريحك وتنجز شغلك وتتعلم حاجة مفيدة وكل شىء ممكن يتم أون لاين دلوقتى ومبقاش ينفع تقول أنا رايح الشغل.