عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

 

الحاضر ليس هدفًا.. فالماضى والحاضر مجرد وسائل، أما المستقبل فهو الهدف. ولعله قول قديم جدًا للفيلسوف والفيزيائى عالم اللاهوت «بليز باسكال»، ولعلى وددت ان استحضرته اليوم وأنا أكتب بخصوص (فيروس كورونا المستجد) وخصوصًا بعد قراءتى عن الكثير من الأبحاث وربما الإنذارات أيضًا والتنبؤات سواء التى صدرت من منظمة الصحة العالمية أو من علماء وباحثين وبخاصة خلال العشرين عامًا الماضية، بشأن أن هناك وباء سيحدث وسيصيب العالم بأكمله من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه، ولعل الكثير كان قد أطلق عليه اسم «الوباء اكس».

واسمحوا لى أيضًا أن أتذكر معكم وأذكركم بما فعله الرئيس الأمريكى «ترامب» مع دكتورة «لوسيانا بوريو» عضو مجلس الأمن الأمريكى، والتى كانت تعمل أيضًا كمديرة للمركز الطبى للاستعداد والدفاع البيولوجى، وذلك عندما كتبت دكتورة «لوسيانا» مقالًا تحت عنوان «ضرورة العمل الآن لمنع وباء يهدد أمريكا»، وطالبت فيه بأهمية أن تبذل الولايات المتحدة مجهودًا كبيرًا أكثر بكثير من الذى بذلته فى عام 2009 م لمواجهة انفلونزا الخنازير، ولكن هذا الحديث لم يرق للرئيس الأمريكي، فما كان من «ترامب» إلى أن ألغى المركز وفصلها من منصبها ومن عضوية مجلس الأمن أيضًا.

وأتذكر أيضًا أن ذلك كان قد تزامن مع إعلان الحزب الديمقراطى أن فيرس كورونا سوف يختفى تمامًا فى غضون أيام من أمريكا بالكامل (وذلك من شهر يناير تقريبًا)، وأنهم على تمام الثقة بأن أمريكا مستعدة تماما أيضًا لمواجهته علميًا وتكنولوجيا، وان بها أفضل الأنظمة الصحية على مستوى العالم والذى يشمل أفضل العلماء والأطباء والمستشفيات المجهزة والمؤهلة، وتوقع هذا الحزب السياسى- وضعوا معى خطًا أو خطوطًا تحت كلمة السياسى- ما لم يصرح به أى فريق علمى أو بحثى أو عالم أو طبيب أو متخصص فيما يخص مدة القضاء على الفيرس- وأيضًا ضعوا خطًا أو خطوطًا تحت كلمات عامى أو بحثى أو متخصص- ويا ليت الساسة يجلسون على مقاعدهم المخصصة لهم فقط.. يا ليتهم يفعلون ذلك.. لكانوا جنبوا العالم دفع فواتير عظيمة من الخسائر البشرية والمادية.

ولعله فى ذات الشهر أيضا «يناير» وعقب الإعلان عن فيرس كورونا، كان قد أنذر دكتور «سيث بيركلى» وذلك فى المنتدى الاقتصادى العالمى، ضمن احد أبحاثه بأن هذا الوباء سيكون مدمرًا وبخاصة لاقتصاديات الدول الفقيرة، ولكن ما كان من ترامب وحكومته الا ان ضرب عرض الحائط بهذا الإنذار ايضا ولم تعره اهتمامًا، شأنه شأن ما كتبه فى 2018 دكتور «بيتر دازاك» فى مقاله بجريدة «نيويورك تايمز» بأن «المرض اكس» القادم شديد الخطورة وواسع الانتشار، وسيؤثر على الاسواق المالية بشكل سلبى للغاية. وهو نفس العام الذى كتب فيه كذلك دكتور «روبرت ويبستر» بحثا دار حول ان «الوباء أو المرض اكس» سيقتل الملايين من البشر ويكلف التريليونات من الدولارات، قبل فك أسراره، ولذا على الجميع ان يكون مستعدًا.

ولكن هل استعد الجميع أو على الأقل أمريكا التى خرجت منها بل بحت معظم اصوات العلم والعلماء؟؟!! أو على الاحرى: هل تخطط لمستقبل يسوده السلام ومستويات عالية من صحة البشر، هل تحترم العلم وحديث العلماء، وهل تعير حقوق الإنسان فعلا اهتماما، تلك التى ترقص على انغامها ليل نهار؟!