ع الطاير
أسوأ أنواع المعاناة هى تلك التى بلا طائل، من غير معنى ولا هدف ولا جزاء ولا شكور، يعنى معاناة مجانية، وهى أسوأ من السخرة التى يكون مقابلها الماء والطعام مهما كانت قلته أو جودته.. وفى الأديان السماوية لا معاناة مجانية أبداً، لأن جزاء الصبر والمعاناة الجنة والمغفرة والعتق من النار.
ولكن فى دواوين الحكومة كان الناس يعانون معاناة مجانية ويا ويلك لو ليك مشوار فى مصلحة حكومية، عليك أن تجهز نفسك لمعاناة وآلام نفسية وجسدية لا يعلم مداها إلا الله، فبداية كده طلبك مرفوض وناقص أختام وأوراق والختم فى الدور الرابع عند مدام مش عارف مين أو أستاذ فلان اللى هو مزوغ أساساً، ويقولوا لك ده إجازة فوت بكرة وبعد كام مشوار، وفوت علينا بكرة وشوف مصلحتك يا سيد، وانزل فوق واطلع تحت، وتوهة كبيرة يطلع ورقك ناقص وروح هات الورقة اللى ناقصة دى من محل ميلادك، وتروح تتوه نفس التوهان فى قريتك أو مدينتك أو محافظتك، وتدور فى ساقية الإهمال والاستهانة والروتين، ولو ربنا كرمك يمكن تخلص طلبك بعد شوية مشاوير وخناقات وخنقة ومصاريف الشاى والذى منه، ومعاناة كبيرة رغم إن الدنيا بتتغير.
أصبح كل شىء فى الحياة أون لاين من غير ما تروح برجليك للعذاب ده، يعنى ممكن تخلص طلبك وانت قاعد فى البيت من خلال الموبايل، ومش محتاج أبدا تلف على مكاتب الموظفين وتغرق فى بحر المعاناة المجانية وطبعاً حضرتك عارف إنه فى كل دول العالم أصبحت الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والحلول الرقمية هى طوق النجاة من هذه المعاناة.
ويمكن فيروس كورونا اللعين ده تكون له بعض الفوائد باعتبار إنه لا يخلو شىء من فائدة، لأنه فرض على الدنيا كلها إجبارياً أن يكون كل شىء أون لاين، ولذلك يجب أن تعرف أن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت مهموم بالدور الأهم لوزارته وهو التحول الرقمى والتعامل الإلكترونى، وأهم تصريحاته إنه قال إن حلم مصر الرقمية يتحول إلى واقع، وأن زمن روح هات ورقة قد مضى إلى غير رجعة.
فالوزارة تستكمل تنفيذ استراتيجية الدولة فى بناء مصر الرقمية وهو المشروع الوطنى الضخم الذى يعد مسئولية جميع الأجهزة والوزارات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى حتى يتحقق الحلم، ويصبح الحصول على الخدمات الحكومية أون لاين بدون معاناة.