عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

رغم مرارة المرض وصعوبة الفراق والرعب من العدوى, وفرار الأهل من بعضهم البعض، واختفاء البهجة والسعادة والأمل فى غد مشرق والانزواء داخل المنازل، ورغم ذلك كله يخرج من هذا الرحم الضيق المعبأ بالمرض شباب وهبوا أنفسهم لخدمة غيرهم والسهر على راحتهم والرفق بهم، دون أن يشعروهم بعرفان أو جميل أو منٍ أو أذى..

فريق يعمل دون كلل، يتحسس حالات الجيران والأقارب والأصدقاء بعد أن تم توزيعهم على جميع شوارع القرية، هذا الفريق يقوم بالجانب التوعوى ويقوم بالتواصل مع المجموعة الأخرى لينقل لها أسماء الحالات وأعمارهم والأعراض التى يعانون منها، ويتم هذا الأمر فى سرية تامة، حفاظًا على الحالة النفسية للمريض وأهله الذين مازال البعض منهم يعتقدون أن الإصابة بهذا المرض فيه انتقاص لكرامتهم وانتقاص أيضا فى أرزاقهم، إذا كان لدى البعض محل للبقالة أو الحلاقة أو أى مهنة يتعامل فيها مع غيره من المواطنين، وتتواصل نفس اللجنة مع أقارب المصاب لإقناعه بالعزل المنزلى، وإغلاق المحل وتطهيره وإدارته بمعرفة شخص غير مريض، وإن كان صاحب مهنة يدوية أو ارزقى، تتكفل لجنة أخرى بتوصيل المواد الغذائية أو وجبات جاهزة لأسرته من تبرعات أهل الخير.

أما الدور الحيوى والفاصل فى هذه الجائحة فيعود للجنة التواصل مع الأطباء فى كافة التخصصات، ويتم هذا الأمر عن طريق شخص له علاقات مع الأطباء، ويقوم بدعوتهم للمشاركة فى جروب مع زملائهم فى كافة التخصصات، ومعهم أيضا أطباء صيادلة وفنيو معامل ومراكز للأشعة، ليكونوا همزة وصل بين الشباب الذى تلقى تدريبًا على يد أطباء مهرة قبل خوض التجربة، ليقوموا بعرض الحالة على أحد الأطباء على الواتس اب الخاص بينه وبين الطبيب، بعد أن قمنا بتعريف الجميع بالأطباء من خلال جروب واحد يجمعهم، وبمجرد تلقى أية تعليمات أو توصيات تخص الحالة يتم التواصل معها فورا سواء من ناحية العزل أو التوصية بتناول أدوية معينة أو التوجه للمستشفى.

ولكن الحالات التى تحتاج عناية مركزة أو وضعها على تنفس صناعى نتسابق مع الشباب لإنقاذها، وتستعين بالمراكز والمستشفيات الخيرية للحصول على اسطوانات الاكسجين، والتواصل مع المريض ولكن غالبًا ما نفشل وتسقط الحالة من بين أيدينا فى ظل العجز الصارخ فى غرف العناية المركزة بمستشفيات العزل.

انها ملحمة يومية نعيشها بقرى مركز البدرشين نتألم عندما تسقط حالة ونحتفل عندما تخرج أخرى من العزل بعد التعافى، هذه تجربتنا وهذا واقعنا الذى نعيشه وسط أهلنا وبالإمكانيات المتاحة لدينا ولن نيأس ولن نستسلم والله معنا وهو الشافى من كل مرض ومن كل وباء.