عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الحياة

كم مرة التقيت فى حياتك بـ«أبو العريف»... كم مرة التقيت فى مؤسسات الدولة وشوارع مصر ومدنها بـ«أبو العريف».!!.

«أبو العريف» الذى يفهم فى كل حاجة وأى حاجة. «يفتى» فى أى حاجة وفى كل حاجة.. يجيب عن أى سؤال فهو يرى أنه الأذكى، الأمكر، الأقدر، الأدهى، وأنه خبير زمانه وأوانه!!.

لا يعرف لسانه كلمة «ماعرفش»، فهو يفهم أكثر من غيره فى جميع المجالات والتخصصات «الصناعة، التعليم، الاعلام، التدريس، القانون، الرى، الكهرباء، الدين، التجارة، الزراعة، الاقتصاد، الدين، السياسة».

بل هو الوحيد الذى يفهم. وهو الوحيد الذى يمتلك الحقيقة والمعلومة..! هو «الملم والعليم» ببواطن الأمور.. هو الوحيد الذى بيده الحل لأنه هو «أبو الحلول»! هو دائما يرى أن آراءه هى «عين الصواب» بل هى الصواب نفسه.. لا يعرف التخصص، لا يعرف الإتقان.. الخبرة.. المشورة.. الدراسة!.. لا يعرف أن فوق كل ذى علم عليم وان الله فى كتابه الكريم أمرنا بألا نتحدث فيما نجهله «ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولاً».

هذه هى مشكلتنا فى مصر.. مشكلتنا أننا محاطون بكم كبير من «أبو العريف» فى جميع المجالات! فنجد الطبيب «أبو العريف». والمهندس «أبو العريف».. الموظف «أبو العريف».. الاعلامى «أبو العريف».. المدير «أبوالعريف».. وهكذا..

فى عالم الدين والفقه والشريعة والفتاوى.. نحن محاطون بكثير من فتاوى «أبوالعريف».. فنجده ما هو بشيخ.. ولا بفقيه.. ولا برجل دين.. ولا بأستاذ فقه وشريعة لكنه يملأ الفضائيات بفتاوى لا نستطيع أن نطلق عليها إلا فتاوى «أبو العريف»!.

فى الاعلام.. نحن محاصرون بصحافة وإعلام «أبو العريف».. فالجميع يتحدث باسم الاعلام والحرية والمهنية وموضوعية الاعلام ولكنهم لا يطبقونها فما هى الا شعارات يرددونها.. كما أنهم ليسوا بمتخصصين أو اعلاميين أو حتى أشباه إعلاميين! ولكن، للأسف امتلأت الصحافة والفضائيات بأعلام «أبو العريف»!

فى عالم السياسة.. نحن محاصرون برجال سياسة وبقوى سياسية ما هم بسياسيين ولا هم بدارسين لعلوم السياسة! لا يمتلكون مقومات السياسى من رؤية، موقف، حنكة، تجربة، خبرة، ذكاء، فطنة، رؤية.. وللاسف نحن محاطون بسيل من الأحزاب السياسية وبقوى سياسية ما هم إلا «أبو العريف فى السياسة»!.

فى مصر وفى العالم العربى، نحن محاصرون بمسئولين، بموظفين، بعمال، بصناع، بمدرسين، بأساتذة الجامعة، بفلاحين، بأطباء.. يفتون فى كل شيء وأى شيء، لا يعرفون إلا «سياسة الفهلوة» ولا يطلق عليهم الا «أبو العريف».

والآن.. علينا جميعا فى مرحلة حرب مصر على الإرهاب، الجهل، التخلف، الفساد، اللامبالاة، الفهلوة، الكسل أن يعلن المسئولون والشعب الحرب على «أبو العريف» الذى يسيطر على مصر.

علينا أن نعلن رفضنا لكل «أبو عريف» نلتقى به فى مؤسسات الدولة المختلفة حتى نتخلص منهم.. موعدنا الثلاثاء المقبل إن شاء الله.

[email protected]