عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

 

 

 

 

تواجه الدولة المصرية حاليًا تحديات وجودية ربما لم تشهدها مُجتمعة من قبل على مر تاريخها، ما بين إرهاب يطل برأسه اللعين، وتبذل القوات المسلحة والشرطة قصارى جهدها لاستئصاله من أرض سيناء الغالية، وتطهيرها منه. ثم مؤامرات اقليمية تقف وراءها قوى ودول ساءها أن تشق مصر طريقها وسط اقليم مضطرب، وتنجح فيه قيادتها السياسية بفضل تلاحم شعبها فى الحفاظ على الدولة المصرية مما كان يُدبر لها. وثالث هذه التحديات - وربما ليس آخرها - قضية سد النهضة و"المراوغات" الأثيوبية الواضحة التى تُسئ فهم مدى "تحضر" الدولة المصرية فى التعامل مع هذا الملف – وغيره من الملفات - وخطابها السياسى الراقى الذى ينأى عن التلاسنات والمهاترات والعنتريات الجوفاء.

هذه التحديات تُعد اختبارًا جديدًا لمعدن الشعب المصرى الذى كثيرًا ما تجلى – فى أبهى صوره - على مر تاريخه العريق. كم من الأزمات تعرضت لها مصر وعبرتها بكل ثبات وقوة ورسوخ، وكم من المحن مرت علينا، وكانت هى البوتقة التى انصهر فيها كل أبناء الوطن حين وقفوا على قلب رجل واحد.. وأثق كل الثقة أن هذا الشعب الذى صنع "ملحمة عبور أكتوبر العظيم" حين وقف ظهيرًا قويًا لقواته المسلحة وجهازه الأمنى، سيجتاز بنجاح هذه التحديات الجديدة.

ليس هذا وقت الجدل والتنظير وإدعاء المعرفة  بحق أو بدون وجه حق، وليس هذا مجال إظهار "الحكمة" وممارسة الشجاعة بأثر رجعى، كما أنه ليس وقت تصفية الحسابات الشخصية والخصومات السياسية، فما نواجهه من تحديات الآن ليس مفاجأة، بل هو الضريبة الطبيعية والمتوقعة من دولة وقفت فى وجه مخططات تقسيم المنطقة، وسيناريوهات الشرق الأوسط الجديد، وإعادة تخطيط الحدود، وإزكاء النعرات العرقية والدينية والمذهبية، وغيرها من المخططات القذرة التى تم رسم ملامحها داخل العديد من مخابرات الدول الكبرى، ويشارك فى تنفيذها وكلاء محليون واقليميون.

دعونا نعود إلى الوراء سبع سنوات فقط، ونسترجع السيناريوهات التى كانت مرسومة للدولة المصرية، حين كانت على وشك الإنزلاق فى مخطط للفوضى العارمة، كمقدمة لإسقاط المنطقة بأكملها دولة تلو الأخرى تباعًا.. وماذا حدث من "القائد عبد الفتاح السيسى" الذى غامر بحياته فى كل لحظة وهو يلبى نداء أهل وطنه، واعتبر نفسه وروحه أقل ما يمكن أن يقدمه فداءً لوطنه. راجعوا فيديوهات خيرت الشاطر التى هدد فيها بإسقاط الدولة فى دوامة من الفوضى والإرهاب، تذكروا ما قاله محمد البلتاجى متوعدًا من فوق منصة رابعة، حين قايض رجوع "مرسى" بتوقف العمليات الإرهابية فى سيناء.. تذكروا يا مصريين كل هذا.. واعلموا أن هذا ليس وقت الجدل والخلاف.. فلننحى خلافاتنا أو اختلافاتنا جانبًا.. ولنقف جميعًا يدًا واحدة على قلب رجل واحد، لنؤكد للعالم أن مصر ليس بها عبد الفتاح السيسى واحد، بل بها 100 مليون عبد الفتاح السيسى.

[email protected]