رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِي

 

 

 

ارتفاع أعداد الضحايا بين الأطقم الطبية خاصة الأطباء أصبح أمرًا مزعجًا، فخسارة مقاتلين فى الصفوف الأولى لمعركة حامية الوطيس مع فيروس شرس هو خسارة لا تعوض. فما سبب أو أسباب هذه الخسائر فى صفوف الأطقم الطبية ؟ وكيف يمكن الحد منها خاصة أن المعركة مازالت مستمرة وليس من المعلوم متى تنتهى، الأمر الذى يتطلب الحفاظ على سلامة الأطقم الطبية وضمان سلامتهم. هل مازلنا بحاجة إلى إجراءات أكثر صرامة فى حماية الأطقم الطبية سواء من ناحية استخدام الواقيات بالكم والكيف المطلوبين، أو عزل الأطقم الطبية المصابة؟ .. هل هناك أمور يمكن تداركها للحد من هذه الظاهرة التى وصلت لمستوى مزعج ومقلق من فقد عناصر لمقاتلين فى الصفوف الأولى من المعركة؟.

كنت قد أشرت فى مقال سابق بـ«الوفد» فى ٣١ مايو الفائت بعنوان «لقاء طال انتظاره « إلى لقاء الدكتور حسين خيرى نقيب الأطباء والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء لبحث مشاكل الفرق الطبية، خاصة الأطباء بعد معركة علت فيها الأصوات وتبادلت فيها الاتهامات بين النقابة ووزيرة الصحة من عدم توفير الوقاية اللازمة للأطقم الطبية وعزل المصابين منهم.. وباتصالى مؤخرا بالدكتورة نجوى الشافعى وكيل نقابة الأطباء أكدت أن النقابة لم تتلق أى شكوى من الأطباء على مستوى الجمهورية عن نقص فى وسائل الوقاية منذ لقاء نقيب الأطباء برئيس مجلس الوزراء، كما أشادت وكيل النقابة بجهود الوزارة فى تدبير أماكن عزل للأطباء المصابين.

إذن ما سبب زيادة ضحايا الفيروس من الفرق الطبية خاصة الأطباء فى الفترة الأخيرة؟.

وكيل نقابة الأطباء ارجعت ذلك إلى عده أسباب منها: ضغط العمل فى المستشفيات والعيادات وتعرض الأطباء لعدد كبير من المصابين بكورونا دون أن يكونوا ملتزمين بالاجراءات الاحترازية ووسائل الوقاية خاصة فى مستشفيات الفرز والعيادات الخارجية والخاصة وهذا سبب رئيسى من أسباب ارتفاع عدد الضحايا بين الأطباء.

الدكتور خالد سمير أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس وعضو مجلس النقابة السابق فى اتصال هاتفى به أشار إلى أن عدم كفاية أدوات الوقاية اللازمة سواء من ناحية الكم أو الكيف سبب من أسباب زيادة الضحايا بين الفريق الطبى، مطالبا بضرورة استخدام ماسكات مناعة N95 مع الماسك الجراحى مع واقى الوجه والجوانتيات وبدل الوقاية، وهذا غير متوفر فى معظم المستشفيات والعيادات الخاصة وكذلك ضرورة الفصل بين مستشفيات العزل وأماكن الفرز أو العيادات المختصة بمعالجة الأمراض الأخرى للحد من الإصابات بين الأطقم الطبية.

علينا بتحسين وضع الفريق الطبى ماديا ونفسيا والحذر من ممارسة الضغوط عليهم وتقدير جهودهم. من لم نستطع الاستفادة بهم فى مجابهة الوباء يمكن الاستفادة بهم فى الحالات الأخرى.. علينا أن نغير طريقة تفكيرنا فى الاستفادة من جنونا وقت الحروب فمن نستشعر بفقده هنا علينا أن نوجهه إلى موقع آخر نضمن به سلامته وبقاءه فى المعركة.

نعم لقد تحقق ما أشبه بالمعجزات فى مكافحة الوباء بالمقارنة بواقع الحال للمنظومة الصحية.. الفضل لله ولقوة الإرادة السياسية والتنفيذية وبفضل عظم التضحيات للأطقم الطبية بمختلف مستوياتها والتى نجحت فى تحقيق الكثير من الأحلام المستحيلة بامكانات محدودة. نتمنى أن يكون وباء كورونا قد أعطنا الكثير من الدروس ورسم لنا الطريق وشكل لنا أطرًا ورؤية لما ينبغى علينا عمله فى عالم ما بعد كرورنا. نتمنى أن يكون وباء كورونا دق لنا جرس إنذار لمراجعة الكثير من السياسات والممارسات لبناء نظام صحى قوى قادر على مواجهة الازمات على اعتبارا أن بناء المصانع سهل يسير وبناء الانسان صعب عسير. حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء.

[email protected]