فى حرب أكتوبر عام 1973 عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس واقتحمت خط بارليف المنيع لهزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلى واستعادة الأرض المحتلة، وفى عام 2014 بدأ الزعيم عبدالفتاح السيسى العبور الثانى منذ 6 سنوات حينما تولى الحكم.
بين عبور أكتوبر والعبور الحالى إرادة قائد يسانده شعبه ويدافع عنه جيشه، وربما يكون العبور الحالى فى عهد السيسى أكثر صعوبة من عبور أكتوبر، ففى أكتوبر كان العدو من خارجنا بما سهل علينا مواجهته، لكن المعركة الحالية نواجه فيها عدوا منا يعيش بيننا ويختلط بنا وهو ما يجعلها بمعايير المنطق مواجهة شبه مستحيلة، لكن حنكة السيسى وإدارته للمعركة أنهت هذه الأزمة لصالح مصر ولفظ الشعب والمجتمع جماعة الإرهاب والدم.
البناء الصعب يد تبنى ويد تحمل السلاح، ولا شىء سيقف فى سبيل رفعة مصر لتحيا كما يريدها المصريون وتحيا كما يريدها الرئيس، تحدت الصعاب فرغم أنها واجهت إرهابًا من كل مكان إلا أن ذلك لم يشغلها عن معركتها الرئيسية فى التنمية والنهوض من جديد لتسطر المجد، كما لم يشغلها البناء عن دهس أعدائها والقضاء على جماعات التكفير والدم، فسارت فى المسارين معًا، تحمل السلاح فى وجه أعدائها وتفحم منتقديها بإنجازات شهد لها القاصى قبل الدانى.
لن أتحدث عن مشروعات بعينها أو قطاع بعينه لأن ذلك لا يحتاج إلى سطور مقال بل يحتاج إلى مؤلفات كاملة لاستيعابه، لكن تحليل الأرقام والإنجازات مقارنة بين بداية الست سنوات والآن، وبشهادات دولية لمنظمات مرموقة لهو أكبر شاهد وخير دليل على ما تحقق رغم كافة الصعوبات والتحديات.
ارتفع معدل النمو من 2.3% عام 2014 إلى 5.8% عام 2019 ولولا أزمة فيروس كورونا لواصل النمو ارتفاعه، نتيجة إصلاحات جريئة وهيكلية فى الاقتصاد المصرى، هذا إلى جانب عودة مصر كثقل سياسى عالمى وإقليمى تحترمه وتقدره كافة الدول.
أما عن الوضع الداخلى، فنظرة متفحصة ومحايدة لكافة محافظات مصر وربوعها كافة، فلن تجد محافظة من محافظات مصر من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها لا توجد بها لافتة أمام أحد المشروعات العملاقة مكتوب عليها «تم افتتاحه فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى»، لتعكس كلماتها جهوداً جبارة فى بناء دولة عصرية تواكب تغيرات الزمن.
العبور الحقيقى الذى استطاع السيسى القيام به، هو الخروج بالمجتمع من بحر اليأس والحسرة وفقدان الثقة فى الأمل والمستقبل، إلى خلق حالة مجتمعية ترفض الاستسلام وتصر على النجاح، تنظر للغد بعيون ثاقبة، تستشرق المستقبل وتسعى لتحقيق النجاح لا تأبه بالعقبات التي واجهتها كثيرًا وانتصرت عليها دائمًا.
--
مساعد رئيس حزب الوفد للتخطيط الاستراتيجى