عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبدأ القول بأن شهر رمضان يمتاز عن شهور العالم كافة ويصدق علي ذلك ما ورد في حديث قدسي مجمع عليه: «كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».

معني هذا في منتهي الوضوح أن كل ما يقوم به الإنسان من أعمال في حياته الدنيا، مهما كانت من عطاء بشري من خير أو أعمال جليلة لها حسناتها الذاتية وما يقوم به الإنسان من أعمال الخير والحق والعدل وما يقدمه في حياته تلقي استحسان بني البشر عما يقدمه من أعمال طيبة جزاؤها الحال في ممشاة حياته فإن ما يلقاه من استحسان بشري مهما بلغت قوته وسموه وعظمته له جزاء طبقاً لقاعدة «الجزاء من جنس العمل» وطرق الخير متعددة في حياته الدنيا، وأما الصوم فإنه يرقي ليكون في عليين، فإن الصائم إذا ما أهل عليه الشهر الكريم ترك ماديات الحياة من مأكل ومشرب وصام لوجه الله وهذا الذي يقدمه له «منزلة إلهية» لأنه لا شك في ذلك يعلم أن إرادته مرتبطة مباشرة بما طلبه المولي عز وجل عن إيمان وعقيدة وأنه سوف يجزي الجزاء الأوفي، لأنه في يوم بطوله من لحظة الفجر حتي غروب الشمس، كل ذلك من أجل خالقه ويكون ثم «الوفاء الإلهي» تحقيقاً لحكمة الصوم، فيه لا يصوم عن المأكل والمشرب فحسب وإنما عن كل ما حرمه الله علي الإنسان ألا يفعله، وفي لحظة التجلي عندما يؤذن المؤذن لصلاة المغرب وقبلها بدقائق شهي الأكل والمشرب أمامه فلا يمكن وهو صائم طول النهار أن تمتد لما أمامه إلا حين يعلن «مدفع الإفطار» منتهي الإرادة النادرة علي جمح العواطف البشرية وتصديقاً لأمر الله أو كما يعبر عنه المفسرون إنها الإرادة وقوتها في تحقيق ما أمره الله.

ولذلك كان شهر رمضان شهر انتصار الإسلام بدءاً من غزوة بدر الكبري في السابع عشر من الشهر الكريم، وكان فتح مكة العظيم وإعلان نصر المسلمين مع نبي الإسلام صلي الله عليه وسلم وتوج ذلك بقوله الله سبحانه وتعالي: «إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا».

وكان ذلك شهر البركات بداية لانطلاق الإسلام من مكة إلي بقاع الأرض، أي من «الإقليمية» إلي «العالمية» من قوله تعالي: «وأنذر عشيرتك الأقربين» إلي النظرة العالمية للناس أجمعين في قوله تعالي: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، «وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً».

وهذا التكريم للشهر الكريم ما صدق عليه رسول البشرية محمد بن عبدالله «شهر رمضان: شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار».

وكل عام والبشرية بخير وحرية وسلام.