رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الهدهد

صرخت بأعلى صوت «الحقونى يا ناس.. أنقذونا.. محتاجين بلازمااااا.. وراحت تسأل المارة فى الشارع.. واحد تلو الآخر.. وهى فى حالة هياج  عصبي.. ممكن تدينى بلازما.. ابوس اديك مش معانا فلوس.. ادينى بلازما.. الصرخة  اخترقت أذن من حولها، ودب الرعب فى قلب كل من قام  بعمل أشعة مقطعية على الصدر، سواء من علم أنه مصاب بكورونا ام لا بل الرعب امتد لكل المارة فى الابتعاد عنها .. وكنت انا ضمن المارة .. من أمام أحد مراكز الأشعة التى أجرى بها بعض الأشعة  الخاصة بالعمود الفقرى استوقفنى المشهد اقتربت منها مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية، وكانت سيدة تبدو من ملامحها انها فى أواخر العقد الخامس، ترتدى جلبابا اسود برفقة ابنها فى أوائل العشرينيات، ودار بيننا هذا الحوار :

مين عند حضرتك مصاب؟. ردت فى لهفة :»ابنى أصيب بكورونا، الأشعة بينت دة دلوقتي».. قلت لها فى هدوء وبصيغة تدعو للاطمئنان، طيب  انتم لسه عاملين الأشعة، عرفتى منين انه محتاج بلازما. ردت فى انهيار وغضب: انتى مش متابعة الأخبار والا ايه «الصحة» قالت إن البلازما بتشفى من كورونا خالص، وانا سمعت انها بقت غاليه قوي، والظروف صعبه.. ابنى حيموت انقذينى . أخذت اشرح لها: أن احتياج  البلازما من عدمه من اختصاص الطبيب، قاطعتنى بصوت عال: الدكتور هيقول بلازما.. الكل بيتكلم عن البلازما دلوقتى.

قاطعتها قائلة : يا ستى ليس كل الحالات تحتاج بلازما ، الحالات الخطيرة وأصحاب المناعة الضعيفة فقط، ثم هذه مسئولية الدكتور  والمستشفى وان شاء الله ابنك مش حيحتاج... ازدادت غضبًا من كلامى  و ابتعدت فى خطوات سريعة وهى تردد: اتكلى على الله شكلك مش فى الدنيا ولا عارفة حاجة.

والكارثة الكبرى  أن هذه السيدة لم تكن الحالة الاولى  فى طلب البلازما من تلقاء نفسها ولكن  سبقها بيوم رجل يطلب كيس بلازما ، فقط ليحتفظ به فى ثلاجة منزله لدواعى الأمن والأمان فى حالة حدوث الاصابة!!  رغم أن الدكتورة نهى عاصم، مستشارة وزيرة الصحة للبحوث والتنمية الصحية،  أكدت على شاشات التلفاز ان أغلب الناس ليسوا بحاجة لأدوية أو بلازما  ومرحلة علاجهم تمت بشكل طبيعى، ولكن بعض الحالات تحتاج للتدخل والبلازما وأن اللجنة العلمية هى التى تقر الحالات التى بحاجة إلى العلاج بالبلازما، ومعرفة المرضى الصالحين للإدراج فى عملية العلاج بها

إذن من المسؤول عن هذا اللغط والعبث فى  محنه لم ولن نشهدها من قبل ؟؟! المتاجرة  من ذوى الضمائر  الميتة فى بيع كيس  البلازما، للمرضى بمبالغ باهظة، وتهرب المتعافين من التواصل مع الصحة للتبرع بها لإنقاذ الحالات الحرجة ، و ظن القليل أن  من يحصل على البلازما سيعيش أمد الدهر ومن لم يحصل عليها سيموت  ام عشرات العلاجات التى يتم  يعلن الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة منذ ظهور الفيروس و سرعان ما تنتهى بالتحذير منها .

 ففى بداية ظهور الفيروس انكب الناس على  عقار التيمفلو الخاص بعلاج انفلونزا الخنازير و عقار الهيدروكسى كلوروكين لعلاج الملاريا، بعد أن أعلنت وزارة الصحة  بأنهم علاج فعال لكورونا ، وسرعان ما حذرت الوزارة  من تناولها فيما بعد، كذلك الأسبرين  بعد أن ذاع صيته كوقاية أو علاج فى  منع الجلطات  فى  حالة الاصابة بكورونا،   حذرت هيئة الدواء المصرية من خطورة  استخدامه . ومن أجل ذلك علينا جميعا   مواطنين و مسئوليين  توخى الحذر   والتأنى حتى نعبر الأزمة بسلام.

عزيزى المواطن : احذر من تخزين دواء أو تناوله قبل استشارة الطبيب المعالج .سيادة المسؤل نعلم ما تبذلونه من مجهود مضن لإنقاذ حياة المصريين و البشرية كلها، لذ نرجو التمهل مرة واثنين وثلاث قبل  الإعلان أو التصريح بأى اكتشافات علاجية جديدة، فطبيعة المصريين تدعوكم لذلك.

[email protected]