عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

من بين كل أشكال الدعم السياسى التى حظيت بها المبادرة المصرية لحل المعضلة الليبية، توقفت بشكل خاص أمام الدعم الذى أعلنه مجلس الأمن القومى الأمريكى!

المبادرة أطلقها الرئيس السيسى صباح الأحد فى القاهرة، بحضور المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى، وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب المنتخب، الذى يتخذ شرق ليبيا على الحدود معنا مقراً لانعقاد جلساته وممارسة عمله، إلى أن يأذن الله فتتوحد الدولة الليبية شرقها وغربها، تحت قيادة وطنية مخلصة لا تستدعى الأتراك كقوة احتلال إلى غرب البلد!

إن هذا هو ما حدث بكل أسف على يد فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطنى.. أو هكذا تتسمى حكومته.. وقد كان شيئاً محزناً للغاية أن تصل الرغبة لدى السراج فى الكيد للجيش الوطنى للبلاد، إلى حد استدعاء ميليشيات تركية أرسلها أردوغان للوقوف فى وجه الجيش، الذى يحمل صفتين تدعوان كل مواطن ليبى إلى الوقوف وراءه.. أولاهما أنه جيش وطنى، والثانية أنه جيش ليبى.. بكل ما تعنيه الصفة الأولى من أن عينيه كجيش مقاتل هى على الوطن كله، دون تفرقة بين إقليم فيه وبين إقليم آخر.. وبكل ما تعنيه الصفة الثانية من عدم التمييز بين مواطن ومواطن آخر أيضاً!

وتتوزع المبادرة على خطوات أو مراحل ثلاث: وقف إطلاق النار بين ميليشيات الوفاق والجيش الوطنى، ثم خروج هذه الميليشيات من البلاد، وأخيراً العودة إلى مائدة التفاوض التى ترعاها الأمم المتحدة، وصولاً إلى حل سياسى يضع نهاية لهذه المأساة التى أنهكت ليبيا كما لم ينهكها شىء من قبل!

ويتبين من بنود المبادرة أن مصر لا أطماع لديها فى ليبيا ولا ثروات ليبيا، وأن الغرض كله أن تستقر الأوضاع هناك لتكون الثروات للمواطنين الليبيين جميعاً، لا للميليشيات التى يستجلبها السراج بالأجر، ولا لأردوغان الذى يتصور أن فى إمكانه نهب هذه الثروات، ثم الهيمنة على مقدرات البلاد وعلى قرارها.. فهذا ما لن يكون ممكناً.. لأن كل جندى فى الجيش الوطنى الليبى يرى أن كل ميليشيا تركية هى قوات غازية لابد من مطاردتها وملاحقتها حتى القضاء عليها!

أعود إلى الدعم المعلن من جانب مجلس الأمن القومى الأمريكى للمبادرة التى أعلنها الرئيس.. فهو دعم مشكور دون شك.. ولكنه دعم ناقص، بل ينقصه الجزء الأهم.. أما لماذا هو دعم ناقص؟!.. فلأن الدعم الأمريكى بالذات يجب أن يكون عملياً لا شفهياً.. وهو لن يكون عملياً إلا إذا دعت واشنطن إلى سحب كل ميليشيا تركية من ليبيا.. أقصد الدعوة الجد التى لا يملك أردوغان أمامها سوى الاستجابة.. فعندها فقط سوف يكون الدعم حقيقياً، وسوف تخطو المعضلة الليبية أولى خطواتها نحو الحل!