رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى العشرة أيام الأخيرة  فقدنا  رمزين من رموز النضال  السياسى و العمل النقابى وهما شخصيتان  قدمتا  كل ما لديهما من جهد لخدمة  قضية الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية  واعلاء قيم حقوق الانسان وفى المقدمة حرية الرأى والتعبير.

 فقد فقدنا  الاستاذ  والمعلم  عبد الرحمان  اليوسفى  رئيس وزراء المغرب  فى اصعب فترة فى تاريخ البلد الشقيق .. وفقدنا ايضا الرمز النقابى  والصديق العزيز رجائى الميرغنى  والاثنان كان حلمهما واحدًا وهو الحرية  للناس  جميعا.

 والعجيب ان الاثنين عرفتهما فى رحلة واحدة وفى بلد واحد، فالمرحوم عبد الرحمن اليوسفى كان الامين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب وعضو المكتب الدائم له وممثل الاتحاد فى منظمة الأمم المتحدة لأن  الاتحاد كان أحد المنظمات القليلة وقتها  التى لها الصفة الاستشارية فى المجلس الاجتماعى والاقتصادى بها  وكنت ضمن الوفد الاعلامى المرافق للاتحاد فى اجتماع المكتب الدائم فى العاصمة اليمنية صنعاء عام  1990   

وكان الاستاذ  اليوسفى  حاضرا وكان الزميل رجاء الميرغنى  مدير مكتب وكالة الشرق الاوسط  فى صنعاء فكانت المصادفة أننى تعرفت على الاثنين فى نفس الرحلة  

والاستاذ  عبد الرحمان اليوسفى  كان واحدًا من  الحقوقيين الذين دافعوا باخلاص  عن  الحريات العامة، وكان هو الشخصية المحورية التى قادت المملكة المغربية  من حكم الفرد الى حكم التعددية  السياسية، وعبر بها إلى بر الأمان بدون أى  أزمات كبرى .. وهو من أدخل إلى المغرب  تجربة العدالة الانتقالية ونجح فى كشف غموض اغلب حوادث الاختفاء القسرى ، ونجح فى كشف كل الحقائق امام الشعب المغربى والعالم  عن حقبة كان يكتنفها الغموض واصبحت تجربة رائدة فى العالم كله.

 اما الزميل والرمز النقابى  رجائى الميرغنى  الذى فور عودته  من اليمن تقدم لانتخابات مجلس نقابة الصحفيين، واكتسح الانتخابات،  وكان يعمل ليل نهار فى النقابة وبرز دوره الأكبر  فى أزمة  قانون  اغتيال الصحافة فى عام 1995،  والتى استنفرت همم الصحفيين  ليس فى مصر ولكن فى العالم كله، وهو كان يتولى المسئولية الكبرى فى الرد على  كل الاتهامات التى كانت توجهها وقتها الآلة الاعلامية الحكومية  للصحفيين  والتى كان يقودها وزراء فى الحكومة؛ ولولا وحدة المجلس والجمعية العمومية  برئاسة النقيب الجليل المرحوم إبراهيم نافع  ما كان سقط هذا القانون  والذى سنحتفل بسقوطه يوم الاربعاء  القادم 10 يونيو. 

وكانت  مهمته ثقيلة عندما كانا مقررًا للجنة صياغة قانون بديل فى لجنة ضمت كلًا من أحمد نبيل الهلالى والمستشار سعيد الجمل والدكتور نور فرحات وحسين عبدالرازق ومجدى مهنا، وأشهد بأنه لم يترك أى ورقة وصلت إليه بمقترحات الزملاء والهيئات  ومنظمات المجتمع المدنى  إلا وقرأها وأرشفها واستفاد منها  فى صياغة مشروع القانون  الذى تم تقديمه للحكومة والذى اسفر عن القانون رقم 96 لسنة 1996  والذى كان يعد انجازًا فى مجال الحريات الصحفية.

كما شارك مع المرحومين صلاح الدين حافظ وحسين عبدالرازق فى صياغة مشروع ميثاق الشرف الصحفى الذى أقرته الجمعية العمومية فى يونيو 1996 وهو الذى تم اعتماده فى الجمعية العمومية  للنقابة.

ولابد ان أشير الى جهد الفقيد فى تنظيم لجنة القيد فى جدول النقابة وقياداته  لأول  عملية لتنقية جدولها واحياء جدول الانتساب  الذى نص علية قانون النقابة .

لم  يكن رجائى نقابيا  فقط بل كان  مناضلا  شارك مع الحركة الطلابية فى نضالها فى مطلع السبعينات  وهو واحد من الذين شاركوا فى حرب اكتوبر  جنديا  فى اصعب مناطق الحرب. 

 رحم الله الفقيدين  المعلم  عبد الرحمان اليوسفى  والنقابى البارز رجائى الميرغنى  فقد صدقا ما وعدا به  محبيهم   ووطنهما  ومهنتهما.