رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

 

 

بعد نحو ثلاثة أسابع ، يهل العيد السابع لثورة  الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو ، التى دعمها  الجيش ، فأنقذت مصر من حرب أهلية مؤكدة دامت أكثر من عامين، ومن فاشية دينية نهمة للمال والسلطة ، كانت تخطط لجر البلاد إلى ظلام العصور الوسطى ، بعد أن نجحت جماعة الإخوان فى السيطرة على المشهد السياسى ، فى الخامس والعشرين من يناير 2011، متحالفة مع فصائل تيار الإسلام السياسى التى خرجت جميعها من معطفها ، ومع تيار مدنى لم يكن يخلو من انتهازية سياسية يرفع شعار «اللى تغلب به العب به» وهم من أطلقوا على أنفسهم بعد ذلك جماعة  عاصرى الليمون ، فضلا عن  مجموعات من شباب غلب على معظمها  النقص فى الوعى والتشوش الفكرى فى  تلك المرحلة ، فبلعوا عن طيب خاطر، نظرية زائفة تروج لأن الإخوان جماعة مدنية ذات مرجعية إسلامية، وهو ما قاد لهيمنة الجماعة وأنصارها على القرار التشريعى بأغلبية نيابية فى مجلس الشعب .!

 قاد هذا  التحالف الدكتور محمد مرسى إلى النجاح فى الانتخابات الرئاسية، الذى شاب نتائجها كثير من التشكك فى نزاهتها ، وهو نفس التحالف الذى دعم معظم الإجراءات التى اتخذها طوال عام من حكمه، ومن بينها الإعلان الدستورى، الذى نصب فيه نفسه دكتاتورا من طراز رفيع، ومن الباعث للسخرية أن أساتذة قانون دستورى فاقدى الضمير المهنى ، هم من خرج فى مؤتمر صحفى ، فى مشهد هزلى لن  يغيب أبدا عن الأذهان، ليعلنوا للشعب المصرى صدور ذلك الإعلان الذى أكد نية  الجماعة للسعى لبسط هيمنتها المطلقة على مقدرات البلاد ، وأخونة مؤسسات الدولة والحكم ، وإقصاء كل من يعارضها من الساحة السياسية !

بعد سبع سنوات من 30 يونيو تكشف للشعب المصرى ، بما لا يدع مجالا لشك، أنه لا فرق بين معتدلين ومتطرفين بين فصائل تيار الإسلام السياسى ، وأن الإرهاب هو الأسلوب الوحيد لديه لمعالجة الخلاف فى الرأى . ولكى لا ننسى ففى 3 يوليو  2013حين دعا قائد الجيش الفريق أول السيسى ممثلى القوى السياسية التى قبلت  بخارطة المستقبل لإخراج البلاد من أزمتها ، بعد رفض الجماعة مطلب القوى السياسية والأحزاب  إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ،غاب عن الاجتماع ممثل جماعة الإخوان التى أعلنت قبولها للدعوة ، ثم كعهدها فى نقض الوعود، ذهبت مع أنصارها لتحتل ميدانى رابعة العدوية  والنهضة ،وبدأت حربها المسلحة ضد الدولة والمجتمع!

بعد سبع سنوات تأكد لمن تنقصه الأدلة ،ان المخاطر التى تحيط بالبلاد لاحدود لشرها وجرائمها ، وأن جماعة الإخوان طرف أصيل فى تأجيجها ، وأن ميراثا لا حدود لثقله من الخراب  والتدمير والنهب والفساد قد ورثته دولة 30 يونيو ، وأنه ما كان يمكن أن تواصل البلاد السعى لإعادة البناء بخطى مشهودة والتصدى لإرهاب معدوم الضمير، ومسلح بدعم مادى ودعائى، إقليمى ودولى ، دون العروة الوثقى التى تشكلت بالتحالف التلقائى المحكم  الذى جرى بين المواطنين والقوات المسلحة والشرطة والسلطة التنفيذية ، وبالتضحيات الجسيمة التى قدمتها القوى الأمنية لحماية الأمن الوطنى والقومى .

ونحن على أبواب الاحتفال بهذه المناسبة، نظن أن الأوان قد آن لإعادة بناء التحالف السياسى لثورة الثلاثين من يونيو ، الذى تفكك طوال السنوات السابقة ، لأسباب مختلفة،كلها يظل هامشيا وضئيلا،  بجانب الأخطار الى باتت تهدد مصر من الشمال والجنوب والغرب والشرق، وتحتاج إلى اصطفاف وطنى ، يكون طرفًا فيه كل الأحزاب والقوى السياسية والأفراد والمؤسسات التى تؤمن بمدنية الدولة المصرية ، وبحماية الجيش لتلك المدنية ،وبتطبيق النص الدستورى الذي حظر الأحزاب الدينية والخلط بين العمل السياسى والدعوى ، ويضع جماعة الإخوان وحلفاءها  فى مصاف الجماعات الإرهابية .

بغير ذلك، يظل الفراغ السياسى الذى يحيط بالحياة السياسية ، خطرًا على الأمن القومى للبلاد !