رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

يمكن القول وبصراحة أكثر وضوحا إن فيروس كورونا لا يحب النظافة بل هو عدوها اللدود، مثله في ذلك مثل بعض الأمراض التي وجدت على وجه الأرض من عقود سحيقة، وحتى عصرنا الحالي الذي يطلق عليه البعض «عصر كورونا» أو «العصر الكوروني» على غرار مسلسل الأطفال الشهير «العصر الجليدي».. وبقراءة متأنية لبروتوكول العلاج من المرض والوقاية منه، نرى أن النظافة المفرطة وزيادة مناعة الإنسان سواء بالطعام أو الدواء والانعزال عن الناس، تعد «مفتاح الفرج» وصمام الأمان لأي مريض حال أو محتمل. إذن فـ «النظافة المفرطة» واستدعاء «وسواس النظافة» الذي كان يسيطر على بعض الأشخاص قبل اكتشاف مرض كورونا، شيء مهم حاليا في اجتياز الأزمة، وهناك شخصيات في التاريخ الإنساني اشتهرت بوسوسة النظافة، ومن الحساسية المفرطة تجاه تعاملها مع الناس ومع الأدوات التي تستعملها، ولكن من المهم أن لا يصل الأمر بالأشخاص في العصر الكوروني إلى وسواس قهري مرضي يصعب علاجه فيما بعد، ونكون كمن عالج مرضًا بمرض آخر!!!

ووسواس النظافة شأنه شأن أي مرض نفسي آخر، يصاب به الغني والفقير، والمشهور والمغمور، والوزير والغفير، وكم رأينا وسمعنا سواء في محيط الدائرة التي نعيش فيها، أو نعمل فيها أو من خارجها عن أشخاص مصابين بهذا المرض، بشكل يزعجه هو شخصيًا ويزعج من حوله ويتعاملون معه. وهناك عدد من الشخصيات العربية والغربية المشهورة في عالم الغناء والفن والسياسة أصيبت بمرض وسواس النظافة، فعلى المستوى العربي نجد الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذي اشتهر عنه أنه كان مصاباً بوسواس النظافة القهري، والذي كان يدفعه إلى أن يغسل الصابونة بأخرى إذا ظن أن الأولى اتسخت أو التصقت بها بعض الجراثيم!.

وفي الغرب فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب معروف عنه أنه مصاب أيضا بوسواس النظافة، والذي يدفعه قهريا إلى التوجس من وجود جراثيم وميكروبات على أسطح الأشياء، إلى درجة أنه يرفض ضغط أزرار المصاعد أو غيرها من الأزرار في الأماكن العامة، ويقال إن ذلك الوسواس هو سبب الارتباك الذي يعتري ترامب عندما يضطر إلى مصافحة أي شخصية زائرة، وتعد الممثلتان كاتي بيري وكاميرون دياز من الشخصيات المصابة بوسواس النظافة والخوف من الجراثيم، ويجعلهما تغسلان أسنانهما بالفرشاة بإفراط على مدار اليوم.

ورغم السعادة والمتعة التي نثرها الفنان محمد عبد الوهاب بفنه الجميل من غناء وتلحين وتمثيل، إلا أن حكاية وسواسه القهري تجاه النظافة الشخصية جعلته قلقا دائما من المرض، وبالطبع أقلق من حوله من أهله وممن تعاملوا معه، ومن الطرائف التي حكاها الفنان محمد الحلو أنه عطس أثناء زيارة كان يقوم بها إلى منزل عبد الوهاب، فما كان من الرجل إلا أن أمره بمغادرة المنزل فورًا، وسارع إلى رش المطهرات في أرجاء المكان!!!

وساوس عبد الوهاب لم تنته عند حد وسواس النظافة، وإنما امتد ليصاب بفوبيا «الخوف» من السفر بالطائرة، فكان يتنقل إما بالسيارة أو بالباخرة، وسبب ذلك منها لله «منجمة» توقعت للرجل الوفاة بسقوط طائرة، إلا أن الرئيس عبد الناصر عالجه من هذه «الفوبيا»، عندما أمره بإحياء حفل في سوريا بمناسبة الوحدة الوطنية، والرجل يحاول بكل الطرق الاعتذار والتعلل بالمرض، ولكن عبد الناصر طلب وضعه في الطائرة بالإكراه!! وبعدها شفي عبد الوهاب من هذه «الفوبيا»، وقام باستخدام وركوب الطائرة عدة مرات، ولكن مع رهبة تعاوده عند الصعود على سلالمها..

رحم الله عبد الوهاب أول مصري وعربي يقي نفسه من كورونا، ويعطينا درسا في أن «الوقاية من المرض خير من علاجه»، حتى ولو كانت الوقاية زائدة على الحد وبسبب مرض آخر مزعج ولكن هو أهون من كورونا.