رؤى
بدون شك خبر اكتشاف بئر جديدة بمنطقة أبوسنان فى الصحراء الغربية يسعد أى إنسان، خاصة أن البئر «السالمية ــ 5» ستنتج 4 آلاف و100 برميل زيت يوميا، اضافة إلى 18 مليون قدم مكعب من الغاز.
أهمية البئر فى أنها سوف توفر لخزينة البلاد بعضا من ملايين الدولارات التى نستورد بها احتياجاتنا من البترول، وتوجيه هذه الملايين إلى اقامة مشروعات صناعية أو تعليمية أو صحية يحتاجها الشعب.
للإنصاف الجهد المبذول من وزارة البترول، برئاسة الوزير الحالى طارق الملا خلال السنوات القليلة الماضية جهد مقدر أثمر عن نتائج طيبة فى اكتشاف بعض الآبار التى تنتج الغاز والبترول، صحيح أن إجمالى اكتشافاتنا من البترول ما زالت لا تكفى احتياجاتنا، لكنها فى المجمل حسب تقديرات التقارير الحكومية، تجاوزت نسبة 60% من احتياجاتنا البترولية.
وزير البترول توقع فى تصريحات العام الماضى أن نحقق اكتفاءنا الذاتى من الزيت والمكثفات خلال النصف الأول من العام القادم، وينتظر أن يتحقق الاكتفاء الذاتى قبل ذلك بفضل التعاقدات الجديدة، ساعتها سيرفع عن الموازنة عبء الاستيراد بمليارات الدولارات، قدرت فى الموازنة، حسب تقارير وزارة البترول آنذاك، بحوالى 13.225 مليار جنيه ربع سنوى.
قبل فترة جرى الحديث عن مياه البحر الأحمر، وقيل إنها واعدة وأن ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية سوف يمنح مصر فرصة كبيرة فى الكشف عن آبار بترولية كبيرة تقارب مثيلتها فى الجهة المقابلة لمياه البحر التابعة للمملكة.
وقيل إن احدى السفن ستمسح المنطقة وتحدد المواقع الواعدة، وبالفعل مسحت السفينة لفترة طويلة المنطقة، وانتظرنا نتائج المسح، وللأسف طال الانتظار، ولم نعرف هل مياهنا الإقليمية فى البحر الأحمر تخبئ لنا مفاجأة، هل ستنتج احتياجاتنا من البترول اضافة إلى بعض ما يمكن تصديره؟.
قبل فترة جرى أيضا الحديث عن اكتشاف حقل أكبر من حقل ظهر، وهو حقل نور، وروج البعض للحقل على أنه مفاجأة العالم، وأنه سيضع مصر على خريطة أكبر البلدان المنتجة للغاز، ومرت الشهور والأيام وأغلق الحديث عنه تماما، واختفى نور من الخريطة الإعلامية، وسمعنا بعد فترة أنها مجرد بئر صغيرة لا قيمة لها.
إنتاج مصر من البترول ما زال محصورا حسب المعلومات والأخبار التى تخرج عن الوزارة بمنطقة الصحراء الغربية ومنطقة خليج السويس، وأغلب ما يتم اكتشافه يقع بالصحراء الغربية، صحيح الوزارة تبذل جهدا محمودا فى توقيع اتفاقيات للتنقيب فى مواقع أخرى، لكن ما يهمنا هو أن توضح لنا الوزارة: ما هو الوضع فى مياهنا الاقليمية فى البحر الأحمر المواجهة للمملكة العربية السعودية، ما هى نتائج المسح لهذه المنطقة؟، وما هو المتوقع منها؟، وهل بدأت بعض الشركات العالمية التنقيب فى هذه المياه؟.