رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الحرب الكلامية، أم حرب التصريحات، أم الحرب الباردة كذلك، الدائرة الآن بين الصين من ناحية، وأمريكا وحلفائها من ناحية أخرى، بشأن الجرثومة اللعينة «كورونا» ومن المتسبب فى انتشارها حول العالم. هذه الحرب- وأياً كان مسمى تلك الحرب- قد اشتدت رحاها فى الأيام القليلة الماضية، وكثر الحديث عنها من كل حدب وصوب.

وبصراحة.. فإننى لم أكن أرغب الكتابة فى هذا الموضوع لكثرة ما نشر عنه فى الأوساط الإعلامية، سواء ممن يؤيد الصين أم من يؤيد أمريكا وحلفاءها.

وللحقيقة، ورغم كثرة من كتب فى هذا الموضوع، إلا أننى لم أجد أحداً قد توصل إلى الحقيقة القاطعة حول هذا الأمر. لكل هذا فقد آثرت الكتابة عن هذا الأمر، ربما يمكننى التوصل لرأى حول حقيقة ما حدث، أو أسمع، أو أقرأ شيئاً يقطع بحقيقة ما حدث، وهل تعمدت الصين بالفعل نشر هذه الجرثومة اللعينة حول العالم؟؟ أم إن أمريكا ومن معها هم المسئولون عن انتشارها؟.. أم كلاهما؟

حسبما قرأت، فإن خلاصة الاتهامات المتبادلة بين أمريكا والصين، أن أمريكا وجهت اتهامها إلى الصين بمقولة إنها تقف وراء انتشار جرثومة كورونا حول العالم، وأن لديها العديد من الدلائل القوية على أن هذه الجرثومة الخبيثة قد تم تخليقها فى معامل مدينة ووهان الصينية. ولهذا ترى أمريكا وحلفاؤها أن الصين كانت على علم تام بخطورة هذه الجرثومة من الناحيتين الإنسانية والاقتصادية، ورغم ذلك تعمدت نشرها على مستوى العالم لضرب اقتصاديات الدول الكبرى، من أجل السيطرة على الاقتصاد العالمى، حتى تصبح أكبر قوة اقتصادية فى العالم.

تلك كانت خلاصة الاتهامات الأمريكية، وفى المقابل، فإن الصين بدورها تدعى أن الذى أتى بهذه الجرثومة إلى مدينة ووهان، هم الجنود الأمريكان الذين جاءوا لزيارة الصين، وقد نقلوا تلك الجرثومة إلى هناك لهدم الاقتصاد الصينى، وذلك استمراراً للسياسة الأمريكية تجاه دولة الصين. ولهذا فان الصين تقول ان الإدارة الأمريكية الحالية سبق أن أصدار عديد من القوانين الاقتصادية لفرض رسوم وضرائب على الواردات الصينية، وقد كان لهذه السياسة تأثير كبير على الاقتصاد الصينى، وهكذا بررت الصين وقوف أمريكا وراء انتشار هذه الجرثومة، باعتبار أن تلك الجرثومة ما هى إلا استمرار من الإدارة الأمريكية الحالية فى حربها الاقتصادية مع الصين.

وللحقيقة، فإن الاتهامات التى ساقتها كل من الصين وأمريكا تجد ما يبررها، فالقوانين الاقتصادية الصادرة من الإدارة الأمريكية كانت لها أثر كبير جداً على الاقتصاد الصينى. وفى المقابل، فان أمريكا استشهدت بدورها على نشر الصين هذه الجرثومة، حيث إن الصين أخفت حقيقة هذه الجرثومة مدة طويلة قبل الإعلان عنها، كما أن بعض حلفاء أمريكا طالبوا الصين بعينات من هذه الجرثومة لتحليلها، إلا أن الصين رفضت بشدة هذا المطلب. وأمام هذا الرفض غير المبرر، فإن أمريكا وحلفاءها يعتقدون أن الصين تتستر على حقيقة انتشار هذه الجرثومة من أجل ضرب الاقتصاد الأمريكى والأوروبى، حتى تصبح هى الدولة الاقتصادية الأقوى فى العالم.

هكذا تبادلت الصين من ناحية وأمريكا وحلفاؤها من ناحية أخرى الاتهامات، التى مازالت قائمة منذ فترة بعيدة، بل إن هناك تهديدات صريحة من أمريكا وحلفائها لمحاسبة الصين على تسترها على انتشار تلك الجرثومة اللعينة حول العالم، وعلى أى حال، فإن الأمر مازال محيراً بين ما تدعيه الصين أو ما ترى أمريكا وحلفاؤها، وقد تابعت بنفسى طوال الفترة السابقة ما أثير بين كلا الطرفين على أمل الوصول إلى حقيقة ما حدث، ولكن دون جدوى.

فهل يا ترى، سوف تكشف- الأيام المقبلة– للعالم، السبب وراء انتشار هذا الفيروس اللعين؟ ومن هو المسئول عنه سواء كان الصين أم أمريكا أم كليهما؟ أم سينتهى الأمر هكذا، ويظل طى الكتمان؟.. الله اعلم.

وتحيا مصر.