عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

اليوم.. يتجه البرلمان التونسى إلى عقد جلسة لمساءلة الشيخ راشد الغنوشى حول اتصالاته التى أجراها مع أطراف سياسية خارج البلاد، وبالذات مع تركيا فيما يخص الشأن العام فى ليبيا، ثم مع طرف سياسى دون سواه فى ليبيا أيضاً!

وهناك أحزاب سبعة فى تونس تدعو إلى ألا تقتصر جلسة اليوم على مساءلة الشيخ راشد، رئيس حركة النهضة الإسلامية، وأن تمتد مهمة الجلسة إلى حد سحب الثقة من الرجل باعتباره رئيساً للبرلمان.. فهو ليس رئيساً للحركة وفقط، ولكنه أيضاً يجلس على قمة برلمان بلاده؛ لأن حركة النهضة حصلت على الأكثرية من أصوات الناخبين فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة!

وربما تكون المفارقة فى الموضوع.. وهو يمتلئ بالمفارقات على كل حال.. إن الرجل الذى تطالب أحزاب كثيرة فى الحياه السياسية بمساءلته، ليس مجرد عضو فى البرلمان، ولا هو حتى مجرد رئيس لجنة من بين لجانه، ولكنه يتولى رئاسة البرلمان!

ولا أحد يستطيع أن يستوعب إلى الآن، كيف وضع الرجل نفسه، ثم وضع حركته السياسية من بعده، فى هذا الموقف السياسى الصعب؟!.. فهو متهم من جانب الأحزاب السبعة بأنه زار تركيا، والتقى رئيسها رجب طيب أردوغان، دون أن يكون البرلمان على علم مسبق بالزيارة.. ثم هو متهم أيضاً بأنه اتصل بفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطنى فى العاصمة الليبية طرابلس، وهنأه على نجاح الحكومة فى الاستيلاء على قاعدة «الوطية» العسكرية، من الجيش الوطنى الليبى، الذى يقوده المشير خليفة حفتر!

ولا يمكن القول إن الأمر قد فات عليه فى الحالتين.. فهو سياسى قديم، وهو أكبر عقل بين عقول الحركة الإسلامية فى بلاده، وهو يشغل موقعاً من مواقع المسئولية السياسية فى البلد، وليس شخصاً عادياً من آحاد الناس، وما يفعله محسوب عليه، وعلى حركة النهضة من ورائه، ثم على البرلمان نفسه بحكم جلوسه على موقع القمة فيه!

وليس من الممكن أن يقال إن رجلاً له عقل الغنوشى، لا يعرف أن زيارته إلى تركيا تضع بلاده طرفاً فى محور سياسى محدد فى المنطقة.. ولا من الممكن القول إنه لا يعرف أن ذلك لا يسعد كل مواطن تونسى يرغب فى أن يرى بلده بعيداً عن أن يكون طرفاً فى هذا المحور.. ولا من الممكن كذلك أن يقال إن الشيخ راشد، لا يدرك أن اتصاله مع السراج يجعل من تونس طرفاً فى صراع داخلى ليبى يستعر ويزداد اشتعالاً فى كل يوم!

هذا كله يدركه ويعرفه الرجل بالقطع، وليس من المتصور ألا يكون على دراية بعواقب مثل هذه الخطوة التى اتخذها سواء فى الاتجاه التركى مرة، أو فى الاتجاه الليبى مرة أخرى!

وليست هذه هى المرة الأولى التى أتعرض فيها لسلوك حركة النهضة السياسى فى تونس.. فلقد تعرضت له مرات.. وفى كل مرة كنت أدعو قيادات النهضة إلى التفرقة بين صالح الحركة التى ينتمى إليها الشيخ راشد، وصالح الوطن الذى ينتمى إليه كل التوانسة!.. فالثانى يجب أن يتقدم فى كل الأحوال!