عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

زمن «كورونا» أو تلك الجائحة العالمية سوف يصبح علامة فارقة فى تاريخ البشرية والعالم الجديد، وإن لم تكشف تلك الأزمة العالمية مواطن الخلل والضعف فى كل مجتمع وكل نظام سياسى أو اقتصادى فإنها سوف تعاود الظهور والحضور مرة أخرى وبأشكال مختلفة وذلك على المستوى العام، أما المستوى الخاص فليت تلك الجائحة تكون مرحلة للتغيير فى السلوك البشرى الاستهلاكى الترفيهى الأنانى وتعود البشرية إلى مسار أكثر إنسانية وعملاً وإنتاجاً وتراحماً وتواصلاً وليس تباعداً اجتماعياً يقطع الأوصال والأرحام وتلتفت الأسر والدولة إلى أهمية الأسرة ومكانتها وضرورة التربية وليس الانطلاق والحرية المنفلتة التى تؤدى إلى كوارث وكذلك إلى أهمية وضرورة التعليم الحقيقى ليصبح الطبيب والعالم والباحث والمعلم والمهندس على قمة الهرم الاجتماعى وليس فقط لاعبو الكرة والممثلون والمطربون والراقصون ورجال السلطة والمال والأعمال فما يحتاج إليه العالم الآن هو دواء وعلاج ولقاح ووقاية ورعاية ودراسات وراثية وجينية وأساتذة لنستطيع مواجهة ذلك الفيروس القاتل المدمر الذى هو بكل تأكيد بداية حرب بيولوجية يكسب ويربح فيها من يملك العلم والتصنيع والبحث والدراسة...

 لهذا فإنه فى مصر علينا أن نراجع ما حدث وجرى فى التعليم خلال تلك الأزمة وهذا الابتلاء... فقد نجحت المدارس الخاصة والأجنبية إلى حد كبير فى تطبيق منظومة التعليم عن بعد والتدريس والتقييم والمتابعة اليومية المستمرة للتلاميذ فى جميع المراحل الدراسية حتى مرحلة الحضانة أو ما قبل الدراسة وذلك لأنها تملك إمكانات بشرية مدربة من أساتذة وإداريين، وكذلك إمكانات تعليمية ولوجستية ووسائط إلكترونية وبالطبع التلاميذ لديهم قدرات للمتابعة وللتعلم عبر هذه الوسائط والمنصات الإلكترونية، أما المدارس الحكومية والتجريبية فبكل أسف وأسى لم تتح لها هذه الميزات ولم يحظَ الطلاب والتلاميذ بأى تعليم عن بعد ولم تفلح منصات وزارة التربية والتعليم فى تقديم فصول عن بعد وتعليم ودراسة وإنما اكتفى الوزير بالتصريحات والإعلانات الإعلامية عن قدرة الوزارة وكفاءة النظام الذى لم يطبق على التلاميذ فى أى مرحلة تعليمية سوى اختبارات أولى ثانوى وثانية ثانوى أما باقى المراحل التعليمية فكانت تقديم بحث نشرت الوزارة دليلاً له فى الموضوعات والمواقع والمصادر الممكن الاستعانة بها وكذلك الشكل أو الفورم المقدم به هذا البحث والمجال المطلوب.. وحذت الجامعات الحكومية ذات المنهاج فى أسلوب التقييم مع محاولات ضعيفة من الأساتذة والكليات فى رفع مواد تسجيلية ومحاضرات عبر منصات إلكترونية عامة لا تخص الجامعة ولديها قدر من الخصوصية والسرية وتحمل الأساتذة فى الجامعات الحكومية أعباء كبرى ومصاريف حتى يقوموا بتدريس مقررات السنوات النهائية عبر التعليم عن بعد لأنهم سوف يؤدون الامتحانات فى الكليات ولنا أن نتخيل المراكز والمدرسين الذين قاموا بكتابة الأبحاث لطلاب المدارس والجامعات نظير أموال محددة لأن الغالبية الكبرى من الأهالى لا يعلمون ولا يعرفون معنى البحث وليست لديهم أجهزة كمبيوتر وإنترنت وطباعة وأحبار.. وقطعاً التلاميذ لم يتم تدريبهم وتعليمهم ماهية الأبحاث وكيفية إعدادها.. وتظهر نتائج الابتدائية والإعدادية 99.9%، أما الجامعات الخاصة فقد قدمت تعليماً عن بعد لأنها مثل المدارس الخاصة تملك إمكانات بشرية مدربة ولوجستيات ومنصات وتتبع معايير دولية وشراكات أجنبية وحظى طلاب تلك الجامعات بتعليم إلى حد كبير وتقييم إلى حد ما لا يوازى الاختبارات الفعلية ولكن بصورة أفضل من «البحث» الذى يكتبه مدرس أو معيد ويباع بالثمن ليحصل التلميذ والطالب على درجة وشهادة بلا تعليم أو بحث.. التعليم حق لكل مواطن وليس لمن يملك المال ولتقوم قائمة أى دولة وأى مجتمع علينا أن نتعلم من ذلك الدرس القاسى وهذا الوباء المميت إنه بلا تعليم حقيقى وجاد لا شفاء من داء ووباء..