رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

أستكمل معكم اليوم باقى حديثنا، وقبل أن أعرض لكم أو أشرح أسباب بدئى لتلك السلسلة من المقالات بالتصريحات أو الإجابات المثيرة للجدل للدكتور «يوسف زيدان» والتى كانت قد وردت على لسانه مع الاعلامى الأستاذ وائل الإبراشى بإحدى حلقات برنامجه المسائى قبل شهر رمضان الكريم بأيام معدودة، وعلاقة ذلك بمنهج البحث الذى يجب اتباعه فى الإسلام، سأحاول التعرض أولا بشكل مباشر لبعض النقاط التى شعرت فيها بتناقض شديد، والتى ربما لم أسترح لها على المستوى النفسى، ولم أستطع أيضاً الاقتناع بها على المستوى العقلى فى الكتاب القيم للدكتور على النشار «مناهج البحث عند مفكرى الإسلام»، وأكرر «الكتاب القيم»، فبرغم نقاط اختلافى مع بعض مما ورد به، الا أنه بالفعل يعد مرجعا هاما جدا لدراسة التراث العربى الإسلامى، ولا يستطيع أحد منا أبدا الا أن ينحنى احتراما وتقديرا لما بذله دكتور «النشار» من جهد وإخلاص، ولما يتمتع به من أستاذية وذكاء شديدين.

وقد كان مما استوقفنى مثلا موقف دكتور «على» من فلاسفة العقل النظرى أمثال (ابن سينا، وابن رشد.. وغيرهما) فلا أستطيع أن أوافقه الرأى فى أن هؤلاء مجرد امتداد للروح اليونانية فى الفكر الإسلامى، بل أراهم كما يراهم العديد الممثلين الأصلاء للفكر الإسلامى. وهناك نقطة أخرى أيضاً حيث يرى دكتور «النشار» أن منطق ارسطو يخص الفكر اليونانى فقط، ويعتبره غريبا تماما عن الفكر الإسلامى، وعليه يعتبر دكتور «على» أن كل من يدافع عنه أو يتبناه من المفكرين المسلمين ما هو إلا امتداد للفكر اليونانى، والعكس بالعكس فهو يرى أن كل من خرج أو ابتعد عن المنطق الأرسطى يعد مفكرا أصيلا من مفكرى الإسلام، ودعونى أناقش معكم هذه النقطة تحديدا فبالفعل منطق أرسطو هو نبتة يونانية، ولكنه يعبر بالفعل عن خواص أساسية مشتركة فى الفكر البشرى بشكل عام، ولذا فإن قوانينه تصلح للفكر الإسلامى أيضاً، حتى وإن كان من قالها هو واحد من البشر يونانى الجنسية واسمه ارسطو، ولا تناقض بين ما ذهب إليه أرسطو فى فلسفته ومنطقه وما بين الفكر الإسلامى، بل إن هذه القوانين موجودة فى الفكر الإسلامى قبل معرفة منطق ارسطو، وارسطو لم يخترعها بل اكتشفها.

وكذلك توجد نفطة هامة للغاية إلا وهى أن دكتور «النشار» يقول ويؤكد أن الفلسفة بمعناها الاستدلالى لم تنجح فى الإسلام، ولعلى أختلف معه تمامًا فى تلك الجزئية. فالفلك الإسلامى هو فى النهاية دعوة للتأمل وأعمال الفكر واحترام العقل، وفكرة الوقوف على أو عند الحدود الحسية الجزئية فى مقابل المنطق النظرى لا تعد من سمات الفكر الإسلامى، والنظرة الحسية الجزئية نظرة غير فكرية وغير عقلية، فهى مجرد نقطة للبداية فى أى فكر وكل تأمل عقلى، ولكنها وحدها لا تصيغ علماً ولا تقيم فكراً.

ولحديثنا بقية