رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالعقل

 

لم يتعرض العالم لمحنة أو أزمة مشابهة لما تتعرض له اليوم كل الإنسانية من (كوفيد ١٩)، فقد واجهت دول كثيرة متعددة حروبا وكوارث طبيعية وأوبئة كالزلازل والبراكين والسيول الجارفة أو هياج المحيط (تسونامى) التى راح ضحيتها أعداد كبيرة من البشر ونفقت أعداد غير قليلة من الدواب والمواشى والطيور. ولم يتبق من تلك الأحداث والمشاهد سوى السلوك الإنسانى سواء كان إيجابيا أو سلبيا، فنجد أناسا وشعوبا متحضرة تتصرف بمنتهى الإيجابية والإنسانية لنجدة ومساعدة هؤلاء المكلومين والمصابين وهناك دول ومؤسسات تقدم العون والامدادات الغذائية والطبية والفنية مما يخفف آثار تلك المصائب وهو ما يسمى فن (إدارة الأزمة) الذى يعتمد بالأساس على تضافر جهود مؤسسات الدولة مع قدرات المجتمع المدنى.

إن كل ما يتخذ من إجراءات يصب فى الرصيد الإنسانى بما يحفز الهمم دائمًا للتعاطى والتدخل لتخفيف آثار تلك الأزمات ليصبح لزامًا التعامل بتلك الروح الأخلاقية الوثابة كسلوك عام.

وعلى النقيض مباشرة نلاحظ من يتخذ من تلك الكوارث والمحن سبوبة وفرصة لاستغلال الكادحين والبسطاء وابتزازهم لإنفاق جميع مواردهم المادية والمعنوية لا لسبب سوى إشباع نزواتهم وغرائزهم فى تكوين الثروة واكتناز الأموال وهذا الصنف من البشر بسلوكه الممقوت سرعان ما يحصل على ما يريد وقتيا لكنه فى المقابل يحصد كره وخنق الناس دنيويا وغضب الرب وابتلاءاته وحسابه اخرويا ثم نجد من ينبرى بوعى للتصدى والتخفيف من وطأة الأحداث ويقدم النصائح والإرشادات للتيسير على تخطى المرحلة بحثًا عن الأجر والثواب.

وآخرون لا يملكون سوى السخف والخفة والتسفيه فى محاولة منهم إيجاد موطئ قدم وسط الجادين من البشر الأسوياء أو محاولة يائسة لملء الفراغ المعنوى النفسى والزمنى. ثم نجد فريقا آخر ليس له إلا التشكيك فى كل شىء بإلباس الباطل حقا والحق باطلا وهؤلاء هم المرجفون فى كل زمان ومكان لقد توعدهم المولى عز وجل بما يليق بهم وحذرنا منهم.

وهناك من لا يروق له أن يرى التصرفات والخطوات الإيجابية تنتشر بين بنى الإنسانية وبخاصة إذا كان مسئولًا فيسعى لتقويض وهدم ما يقوم به المتطوعون ليثير ويصدّر فتنة بين الناس ما أنزل الله بها من سلطان فذلك من تجب محاسبته وإقصاؤه من موقعه كى يكون عبرة لمن يعتبر إذ يتصرف بغير مسئولية ووعى ولم يقف على مسافة واحدة مع المتعاطين والمساندين للتخفيف عمن أصابتهم جائحة الكورونا بالهلع والرعب، إذ ربما ينحاز بشكل سافر لمن تهواه نفسه وهنا تجب محاسبته للحفاظ على لُحمة الشعب المصرى على مدار عقود وعهود قدم خلالها أثمن وأجل والتضحيات كى يحيا كريما معززًا..

 

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد