تناولت فى مقال سابق بجريدة الوفد والموقع الإلكترونى بتاريخ الأثنين ١٢ مايو الفائت تحت عنوان "المسكوت عنه فى مسألة الأطباء" وأشرت إلى أن العلاقة بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة ليست على ما يرام .. وأن هذه العلاقة ما يجب أن تكون على هذا الحال خاصة فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد لمجابهة جائحة كورونا.
وأوضحت أن كل طرف من الطرفين لديه مبرراته الداعمة لوجهة نظره ورؤيته للأمور..فالنقابة ومعها كل الحق تدافع عن مصالح أعضائها.. ووزارة الصحة تبرر مواقفها بأنها تستشعر أن النقابة تقف حجر عثرة فى تطبيق خطتها وأجندتها فى تسيير دولاب العمل .
لم يمض سوى أسبوعين أو يزيد قليلا حتى انفجر الغضب الكامن فى الصدور بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة على خلفية وفاة الدكتور وليد يحيى طبيب مستشفى المنيرة عليه رحمة الله والتى جاءت لتحرك ما هو كامن فى النفوس .. تطورت الأمور بسرعة البرق وانتقلت من مجرد البيانات إلى صدام مباشر كاد أن يصل بنا إلى وضع لا نريده أو نتمناه فليس من الحنكة أو الحصافة ترك الأمور دون تدخل لفض الاشتباك وتهدئة النفوس وجير الخواطر وحل ما هو عالق من مشكلات.
جاءت دعوة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء للدكتور حسين خيرى نقيب الأطباء لعقد اجتماع حضره الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشؤون الصحية بمثابة طوق نجاة وكمن سكب المياه على النيران المشتعلة، جاء اللقاء ليجمع الشتات ويصلح ما أفسده التباعد وغياب الحوار .
إجتماع رئيس مجلس الوزراء مع نقيب الأطباء قطع الطريق على المزيدات والتلاسن بين الأفراد والجماعات وأغلق بابا تأتى منه ريحا غير مستحبه وتفتح جبهات ما يجب أن تفتح..اجتماع رئيس مجلس الوزاراء بنقيب الأطباء ورئيس اتحاد المهن الطيبة قد يكون قد تأخر ولكنه جاء، وأدرك الكثير مما فات ومما كان لا يجب أن يترك.
فوق كل هذا وذاك هو فتح قناة تواصل بين نقابة الأطباء ورئيس محلس الوزراء لايجاد حلول لاى عقبات تواجه الفرق الطبية وسرعة حلها. بقى شئ كثيرا ما يكون سببا فى إحداث مشكلات لدى الفرق الطبية والقائمين عليها وبين وزارة الصحة ألا وهو بروتوكلات العمل أو العلاج ..هذه البروتوكول مع احترامنا وتقديرنا لها ولكنها فى النهاية من صنع بشر وليست دستورا أو قرأنا منزل من عند الله.. هذه البروتوكلات تطبق على بشر ومرضى قد يرى الفريق الطبى أن الصالح العام أو إنقاذ حياة فرد - وهذا هو مسعى ومقصد الجميع- فى تجاوز هذا البرتوكول..فهل يكون عقاب من أنقذ حياة مريض هو الوعد والوعيد والإحالة للتحقيق بسبب عدم الالتزام بالبرتوكول؟!.
السماح للفريق المعالج أن يتصرف طبقا لظروف الحالة ومتطلبات اللحظة هو الروح التى يحب أن تكون حاكمة للقادة فى ميادين المعركة..البروتوكول نعم يضبط التصرف وهذا مطلوب ولكن هذا البرتوكول خلاصة رؤى واجتهادات ولا خلاف على ذلك ولكن هناك من المواقف ما تتطلب تجاوز البروتوكول لكون الالتزام به قد يؤدى بحياة بشر .
تحية لرئيس مجلس الوزراء وتحية لنقابة الأطباء والتى على رأسها راهب من رهبان أصحاب البلاطى البيضاء..تحية فخر وعرفان ودعاء بالرحمة والغفران لكل شهداء الفرق الطبية..تحية شكر وعرفان ودعوات بالشفاء لكل المصابين من أعضاء الفرق الطبية.. تحية شكر وعرفان لكل المقاتلين فى أرض المعركة من أعضاء الفرق الطبية .. سيكتب التاريخ العديد والعديد من قصص بطولاتكم وتضحياتكم فى أرض المعركة مع عدو غادر لا يرحم..سوف نباهى بكم الامم..حفظكم الله وحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء.